تعد الشعرانيّة من الحالات المرضية التي تؤثر على النساء وتؤدي إلى نمو مفرط للشعر الخشن أو الداكن في مناطق غير معتادة لنمو الشعر عند الإناث مثل الوجه، والصدر، والظهر. وتظهر غالبًا نتيجة ارتفاع مستويات هرمونات الذكورة مثل الأندروجين والتستوستيرون.
ورغم أن الشعرانية لا تُشكّل خطرًا طبيًا في حد ذاتها، إلا أنها قد ترتبط بمشاكل هرمونية أعمق، وتسبب ضيقًا نفسيًا وحرجًا اجتماعياً للنساء المصابات بها، مما يجعل فهم أسبابها وطرق علاجها أمرًا بالغ الأهمية.
1. ما هي الشعرانية وما أبرز أعراضها؟
الشعرانية هي حالة تتصف بكثرة نمو الشعر الخشن أو الداكن في مناطق ذكورية النمط لدى النساء، مثل:
الذقن والوجه
منطقة الصدر
أسفل البطن والظهر
داخل الفخذين
ويمكن أن تكون مصحوبة بظهور أعراض إضافية تُعرف باسم علامات الترجُّل، وتشمل:
خشونة الصوت
تساقط الشعر من فروة الرأس (صلع نمطي)
ظهور حب الشباب
تضخم الكتلة العضلية
نقص حجم الثدي
تضخم البظر
هذه التغيرات تظهر غالبًا بشكل تدريجي، وقد تكون مؤشرًا على وجود اختلال هرموني مزمن.
2. متى ينبغي زيارة الطبيب؟
ينبغي مراجعة الطبيب في حال:
ملاحظة نمو مفاجئ أو سريع للشعر في أماكن غير معتادة
ظهور علامات الترجّل خلال فترة زمنية قصيرة
تغيرات غير مبررة في الدورة الشهرية أو الوزن
الشك بوجود مشكلة هرمونية أو اضطراب في الغدد
غالبًا ما يُحال المريض إلى أخصائي الغدد الصماء أو طبيب الجلدية لتشخيص الحالة بدقة، عبر اختبارات دم لتحديد مستويات الهرمونات وتحاليل إضافية عند الضرورة.
3. ما الأسباب الشائعة وراء الشعرانية؟
تعود الشعرانية إلى أسباب متعددة، أغلبها هرموني أو جيني، وتشمل:
متلازمة المبيض متعدد الكيسات (PCOS): السبب الأكثر شيوعًا، وترتبط بعدم انتظام الدورة، وزيادة الوزن، والعقم.
متلازمة كوشينغ: ناتجة عن زيادة الكورتيزول في الجسم إما بسبب اضطراب في الغدة الكظرية أو الاستخدام الطويل لأدوية كورتيزونية.
فرط التنسج الكظري الخلقي: اضطراب وراثي يؤدي إلى إنتاج غير طبيعي للهرمونات من الغدة الكظرية.
أورام المبايض أو الغدة الكظرية: قد تكون مسؤولة عن زيادة مفرطة في الأندروجين (نادرة لكنها خطيرة).
تناول بعض الأدوية: مثل المينوكسيديل، التستوستيرون، الدانازول، أو أدوية شريكك التي تحتوي على الأندروجينات وقد تنتقل عبر الجلد.
وفي بعض الحالات، لا يُعرف سبب واضح ويُطلق عليها اسم الشعرانية مجهولة السبب.
4. من الأكثر عرضة للإصابة بالشعرانية؟
هناك مجموعة من عوامل الخطورة التي تزيد من احتمال الإصابة بهذه الحالة، أبرزها:
العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي للإصابة بمشاكل هرمونية مثل متلازمة المبيض متعدد الكيسات.
العرق: النساء من أصول شرق أوسطية، البحر الأبيض المتوسط، أو جنوب آسيا أكثر عرضة لنمو الشعر الكثيف.
السمنة: الوزن الزائد يؤثر على توازن الهرمونات ويزيد من مستويات الأندروجين، مما يؤدي إلى تفاقم الشعرانية.
بعض الحالات الطبية المزمنة: مثل مقاومة الإنسولين أو اضطرابات الغدة الكظرية.
5. المضاعفات النفسية والعضوية للشعرانية
رغم أن الشعرانية لا تسبب أضرارًا جسدية مباشرة، إلا أن آثارها النفسية قد تكون شديدة ومؤلمة، حيث تعاني بعض النساء من:
الخجل أو فقدان الثقة بالنفس
الاكتئاب أو القلق الاجتماعي بسبب مظهر الوجه والجسم
مشاكل الخصوبة في حال كان السبب متلازمة المبيض متعدد الكيسات
مخاطر على الحمل إذا تم استخدام بعض أدوية العلاج دون مراعاة الحمل
لهذا يُعد التعامل مع الشعرانية نفسيًا وطبياً أمرًا مهمًا لتحسين جودة حياة المصابة.
6. هل يمكن الوقاية من الشعرانية؟ وما طرق العلاج المتاحة؟
في معظم الحالات، لا يمكن الوقاية التامة من الشعرانية، خاصة إن كانت ناجمة عن عوامل وراثية أو اضطرابات هرمونية.
لكن يمكن تقليل شدتها أو التحكم بها عبر:
فقدان الوزن إذا كنتِ تعانين من السمنة، حيث يساعد ذلك في تحسين التوازن الهرموني
العلاج الهرموني لتقليل مستويات الأندروجين
مضادات الأندروجين أو موانع الحمل الهرمونية حسب وصف الطبيب
إزالة الشعر بالليزر أو التحليل الكهربائي للحالات التي لا تستجيب للعلاج
العناية الذاتية مثل استخدام وسائل إزالة الشعر التقليدية، أو مستحضرات موضعية تُبطئ نموه
ويُفضَّل دائمًا التعامل مع هذه الحالة ضمن خطة علاج شاملة تُراعي الصحة الجسدية والنفسية معًا.
