أكدت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معارضتها لانضمام تركيا مجددا إلى برنامج المقاتلة "إف-35"، مشيرة إلى امتلاك أنقرة لأنظمة الدفاع الصاروخي الروسية "إس-400".
وفي رسالة بعثت يوم الأربعاء إلى النائب الأمريكي كريس باباس (ديمقراطي من نيو هامبشاير)، أكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية أن واشنطن لا تزال ملتزمة بتطبيق قانون "مكافحة أعداء أمريكا" ويعرف اختصارا باسم "كاتسا" (CAATSA).
وجاء في الرسالة: "إن إدارة ترامب ملتزمة تماما بحماية أصول الدفاع والاستخبارات الأمريكية والامتثال للقانون الأمريكي، بما في ذلك قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات".
وذكرت الرسالة التي وقعها بول غواغليانون من مكتب الشؤون التشريعية، أن موقف واشنطن "لم يتغير" وأن استمرار امتلاك تركيا لمنظومة "إس-400" الروسية لا يزال يتعارض مع القانون الأمريكي ومتطلبات الدفاع.
وشدد المسؤول على أن إدارة ترامب ملتزمة تماما بحماية أصول الدفاع والاستخبارات الأمريكية مع الوفاء بالتزاماتها بموجب قانون تفويض الدفاع الوطني.
وأشارت الرسالة إلى أن تركيا لا تزال حليفا قديما لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ووصف المسؤولون الأمريكيون العلاقة بأنها بالغة الأهمية للمصالح الأمنية لكلا البلدين، وأعربوا عن استعدادهم لمواصلة الحوار مع أنقرة.
هذا، وكتب غواغليانوني: "تسعى الولايات المتحدة إلى التعاون مع تركيا بشأن الأولويات المشتركة والانخراط في حوار لحل الخلافات مع التأكيد على أن واشنطن أعربت عن عدم موافقتها على استحواذ أنقرة على منظومة إس-400 ونقلت بوضوح الخطوات التي يتعين اتخاذها في عملية مراجعة العقوبات".
وجاءت الرسالة بعد أن ضغط تحالف من أكثر من 40 مشرعا أمريكيا من الحزبين، على وزير الخارجية ماركو روبيو في وقتٍ سابق من هذا الشهر لمنع تركيا من الانضمام مجددا إلى برنامج مقاتلات إف-35، مشيرين إلى مخاوف أمنية قومية مستمرة وانتهاكات للقانون الأمريكي.
وحذر أعضاء الكونغرس من أن رفع العقوبات الحالية أو إعادة تركيا إلى برنامج مقاتلات الجيل الخامس الأمريكية "إف-35" سيعرض سلامة أنظمة إف-35 وتكنولوجيا عسكرية أمريكية حساسة للخطر.
وبموجب "المادة 1245" من قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2020، يحظر على البنتاغون نقل طائرات "إف-35" أو التكنولوجيا ذات الصلة إلى تركيا ما لم تتخلى أنقرة عن نظام "إس-400" الروسي، وتقدم ضمانات بعدم امتلاكها لمثل هذه المعدات في المستقبل.
ونظرا لاستمرار تركيا في الاحتفاظ بنظام "إس-400"، يحظر على المسؤولين الأمريكيين قانونيا الموافقة على مشاركتها في برنامج "إف-35".
وفي عام 2017، أبرمت تركيا عقدا مع روسيا لتوريد معدات فوج كامل من منظومات الدفاع الجوي الصاروخية من طراز "إس-400"، وتم تسليم هذه المنظومات في صيف وخريف عام 2019.
وفي الوقت نفسه، طالبت الولايات المتحدة أنقرة بالتخلي عن المنظومات الروسية لصالح منظومة باتريوت الأمريكية، لكن أنقرة لم توافق على ذلك.
وكعقوبة على ذلك، استبعدت واشنطن تركيا من برنامج توريد أحدث الطائرات المقاتلة من طراز "إف-35"، وفرضت عقوبات على مدراء المجمع الصناعي العسكري هناك بموجب قانون "CAATSA".
كما ألغت الولايات المتحدة مذكرة التفاهم المشتركة بشأن طائرات "إف-35"، مع تركيا ووقعتها مع الشركاء السبعة المتبقين في المشروع المذكور، بريطانيا وإيطاليا وهولندا وأستراليا والدنمارك وكندا والنرويج.