
يشهد سوق الانتقالات الصيفي الحالي حالة من الجمود الواضح فيما يتعلق بخروج اللاعبين المصريين للاحتراف الخارجي، سواء إلى القارة الأوروبية أو حتى إلى الدوريات العربية، في مشهد يعكس تراجعًا غير معتاد مقارنة بما كانت عليه الأمور في السنوات القليلة الماضية حينما شهدت الكرة المصرية موجة من تصدير المواهب إلى الخارج.
وكذا مقارنة بالميركاتو الصيفي الماضي، الذي شهد انضمام محمد عبدالمنعم، مدافع فريق الأهلي ومنتخب مصر إلى نيس الفرنسي، وانتقال محمد النني إلى الجزيرة الإماراتي، ومحمود حسن «تريزيجيه» إلى الريان القطري، وأحمد حجازي إلى نيوم السعودي، وإعارة أحمد عبدالقادر من الأهلي إلى قطر القطري، وخروج عمر فايد للإعارة من فنربخشة التركي إلى بيرشوت البلجيكي، واحتراف عمر خضر في أستون فيلا الإنجليزي من زد إف سي.

قائمة شبه خالية
ولكن على مستوى فترة الانتقالات الصيفية الجارية، فشهدت خمولًا في حركة التنقلات للاعبين المصريين سواء بالخروج من الدوري المصري أو بتغيير المحترفين لأنديتهم في الاحتراف الخارجي، لكن هناك استثناء ضعيفا بحالات معدودة، أبرزها انتقال إبراهيم عادل، لاعب بيراميدز السابق، إلى صفوف الجزيرة الإماراتي، وانتقال الحارس الشاب حمزة علاء إلى بورتيمونينسي البرتغالي من الأهلي، وانضمام أكرم توفيق إلى الشمال القطري في صفقة انتقال حر، وانضمام رامي ربيعة إلى العين الإماراتي في صفقة انتقال حر، فإن قائمة المحترفين الجدد من الدوري المصري تبدو شبه خالية، وسط تساؤلات عديدة حول الأسباب والعوائق التي تعرقل مسار الاحتراف الخارجي للمواهب المصرية.

فإن بعض الأندية في مصر قد تكون أحد أسباب هذا التراجع الملحوظ في وتيرة احتراف اللاعبين المصريين، بجانب ضعف التسويق الخارجي للاعبين المصريين، سواء من قبل وكلاء اللاعبين أو الأندية نفسها، التي بدورها تتمسك بنجومها بسبب الضغط الجماهيري وأهمية البطولات القارية، وعلى رأسها دوري أبطال أفريقيا، بالإضافة إلى غياب الدور الحقيقي للمنتخب الأولمبي والمنتخبات العمرية المختلفة، كمحطة للترويج الدولي للمواهب المصرية كما يحدث في منتخبات شمال أفريقيا الأخرى، بجانب عدم الانتظام الكروي في مصر، وتأثيره السلبي على جاهزية اللاعب بدنيًا وفنيًا للمنافسة في أوروبا. في المقابل، يواصل لاعبو شمال أفريقيا، وتحديدًا من المغرب وتونس والجزائر، الانتقال إلى الأندية الأوروبية بشكل مستمر، حيث يشكل هؤلاء اللاعبون حضورًا قويًا في دوريات مثل فرنسا وبلجيكا وإسبانيا.
الغموض يسيطر على 3 نجوم
وما زال الغموض يسيطر على 3 نجوم مصريين في الخارج، وهم: مصطفى محمد مهاجم نانت الفرنسي، ومحمد عبد المنعم مدافع نيس الفرنسي، وطارق حامد لاعب خط وسط ضمك السعودي.

وبالنظر إلى موقف مصطفى محمد، الذي كان قريبًا في الفترة الماضية من الرحيل عن نانت، فإن مستقبله أصبح غامضًا مع الكناري، إذ كان على مقربة من الانضمام إلى الدوري السعودي عبر بوابة نادي نيوم، كما إنه دخل في فترة تكهنات بعودته إلى الدوري المصري الممتاز وارتداء قميص النادي الأهلي لتعويض رحيل الفلسطيني وسام أبو علي، ولكن في الأيام القليلة الماضية، ظهر نادي لانس الفرنسي في الصورة، بحسب صحيفة «ليكيب» الفرنسية، التي أشارت إلى أن إدارة لانس تسعى لضم مهاجم جديد قبل غلق باب القيد، ووضعت مهاجم منتخب مصر ضمن أولوياتها، وذلك قبل أن يخوض الأناكوندا المباراة الافتتاحية لفريقه في مسابقة «ليج 1» بالموسم الجديد 2025-2026 أمام باريس سان جيرمان، ويحظى بإشادة مدربه البرتغالي لويس كاسترو، ما قد يبقي مصطفى محمد مع نانت هذا الموسم.

وفي حالة أكثر تعقيدًا، يواجه المدافع الدولي محمد عبد المنعم أزمة مع نادي نيس، الذي تعاقد هذا الصيف مع أكثر من لاعب في خط الدفاع أبرزهم السيراليوني الشاب جمعة باه؛ لتعويض غياب مدافع منتخب مصر للإصابة بقطع في الرباط الصليبي، التي تعرض لها أواخر الموسم الماضي، والتي تبعده عن الملاعب لنصف موسم 2025-2026، الأمر الذي يزيد من صعوبة موقف عبد المنعم في حجز مكانه ضمن تشكيل المدرب فرانك هايس من جديد، لتبدأ الأنباء في الانتشار حول مستقبل مدافع الأهلي السابق، الذي قد يخرج للإعارة على الأقل في يناير المقبل لاستعادة حساسية المباريات والعودة إلى مستواه المعهود، الذي أسهم في تأهيله في الاحتراف الخارجي وفي إحدي الدوريات الخمس الكبرى.

ووفقًا لموقع ترانسفير ماركت، فإن طارق حامد لاعب خط وسط ضمك السعودي السابق، أصبح بلا نادٍ في الميركاتو الصيفي الحالي، ليعيش اللاعب المخضرم حالة من الغموض، إذ لم يعلن عن وجهته المقبلة بعد نهاية تجربته مع الدوري السعودي، ليظل حتى اللحظة خارج حسابات أي ناد، وهو ما يثير التساؤلات حول مستقبله الكروي، لا سيما وأنه لا يزال يمتلك الإمكانات والخبرة التي تخوله للاستمرار في المنافسة، سواء في الدوري المحلي أو في الخليج، إن وجد العرض المناسب.
انحدار قوي للمحترفين
وفيما يتعلق بتنقلات الطيور المهاجرة في أوروبا والخليج، فإن سوق الانتقالات الحالي شهد انحدارًا قويًا لبعض المحترفين، على رأسهم سام مرسي، الذي انتقل إلى الكويت الكويتي، بعد توصله إلى اتفاق نهائي مع نادي إبسويتش تاون الإنجليزي، يقضي بانتقاله إلى صفوف الفريق الكويتي بداية من الموسم المقبل، ووفقًا لما أوردته شبكة GiveMeSport البريطانية، فوقع مرسي عقدًا يمتد لمدة موسمين مع نادي الكويت، في صفقة انتقال حر، بعدما سمح له ناديه الإنجليزي بالرحيل تقديرًا لما قدمه من عطاء خلال السنوات الماضية، ويأتي ذلك بعدما هبط إبسويتش تاون إلى التشامبيونشيب في الموسم الماضي.

كما أن المدافع الشاب عمر فايد، الذي كان ينتظره مستقبلًا باهرًا في الاحتراف الأوروبي، يتراجع على مستوى خوض تجاربه، حيث إنه خرج للإعارة مجددًا ولكن هذه المرة إلى أروكا البرتغالي قادمًا من فنربخشة التركي، الذي لم يستطع خلاله إقناع أحد أفضل المدربين حول العالم جوزيه مورينيو في الدفع به في التشكيل الأساسي، حيث انضم فايد إلى فنربخشة في صيف 2023، لكنه لم يشارك بقميصه رسميًا، وخرج للإعارة للموسم الثالث على التوالي، بعد أن لعب في صفوف نوفي بازار الصربي موسم 2023-2024، وبيرشوت البلجيكي موسم 2024-2025.

وأنهى أحمد حسن كوكا مسيرته الأوروبية الحافلة بالمحطات المختلفة، بانتقاله إلى الاتفاق السعودي في صفقة انتقال حر، خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، ليخوض كوكا تجربته الأولى على صعيد الدوريات العربية، بعد مسيرة طويلة قضاها في الملاعب الأوروبية، بدأت في البرتغال مع نادي ريو آفي، وامتدت إلى اليونان مع أولمبياكوس وأريس، وتركيا مع قونيا سبور، وأخيرًا الدوري الفرنسي مع لوهافر.
