تستعمل أنظمة تخزين الكهرباء السكنية برمجيات ذكية تربط الأنظمة الموزعة بأساطيل ذكية تهدف إلى خفض تكاليف التشغيل والصيانة.
ووفقًا لتقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، لطالما سُوِّقت البطاريات السكنية في المقام الأول بصفتها أداة احتياطية سلبية وتأمينًا ضد انقطاع التيار الكهربائي.
في المقابل، سرعان ما أصبحت هذه الرواية قديمة الطراز، حيث أصبحت أنظمة تخزين الكهرباء السكنية أصولًا أكثر ذكاءً واستقلالًا.
بدوره، يرى المؤسس المشارك رئيس قسم المنتجات لدى شركة "إنفيز إنرجي" الأميركية (Enphase Energy)، راغو بيلور، أن التحول الرئيس لا يكمن في الأجهزة، بل في البرمجيات التي تربط الأنظمة الموزعة بأساطيل ذكية وتُمكّنها من المشاركة بصفتها موارد شبكة فعّالة.
البطاريات الذكية
قال المؤسس المشارك رئيس قسم المنتجات لدى شركة "إنفيز إنرجي" الأميركية، راغو بيلور: "في شبكة الكهرباء الموزعة، أصبحت نقاط النهاية، مثل البطاريات، ذكية للغاية"، موضحًا أن أنظمة تخزين الكهرباء السكنية يجب تكون قادرة على اتخاذ قرارات محلية، وأن تعمل جزءًا من نظام أكبر.
وأضاف: "يجب أن يكون المنزل وحدة الذكاء الاصطناعي عند النظر إلى البنية التحتية، وأن يكون ذلك المكان الذي تُنتج فيه كهرباءك وتُخزّنها وتُديرها".

إن ما شهده بيلور بين أسطول "إنفيز" العالمي الذي يضم ما يقرب من 5 ملايين نظام طاقة موزعة هو تغيير يبدو صغيرًا، ولكنه مهم في طريقة تعلُّم أجهزة تخزين الكهرباء السكنية، وتحسين عملياتها بمرور الوقت.
وأوضح أن "أنظمة البطاريات الخاصة بالشركة تُجري الآن فحوصات السلامة لديها باستعمال الذكاء الاصطناعي والتحليلات المدمجة لكشف مشكلات الأداء الدقيقة قبل تفاقمها، وقد وصل الأمر إلى حدّ أن الأنظمة يمكنها حتى تصحيح نفسها دون حضور الموظف التقني إلى الموقع".
وقال بيلور: "إنه يلغي دور الإنسان"، مضيفًا أن هذا يمكن أن يوفر وقتًا للتركيز على أشياء أخرى عن طريق تقليل تدحرج الشاحنات، أو عندما يسافر العامل التقني إلى موقع المشروع لإصلاح مشكلة.
وأوضح أن "هذا النوع من الصيانة التنبؤية القائمة على الذكاء المدمج يُغيّر حاليًا الاقتصاد بشأن طريقة تحقيق أهداف التخزين السكني، حيث يساعد في اكتشاف الأعطال مبكرًا ويحسّن وقت تشغيل النظام".
وعلى الرغم من أن هذه المشكلة قد لا تكون ظاهرة لأصحاب المنازل، فإنها قد تُحدث نقلة نوعية للمصنّعين والمُركّبين"، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة.
وقال: "ستُخبرنا هذه الأنظمة: "لا لست على ما يُرام"، "يُبلّغون عن المشكلة، ويُعدّلونها، ثم يُصلحونها بأنفسهم، أو يُنبهون فريق عمليات الشبكة لدينا بضرورة مراجعة النظام".
وأضاف بيلور أن الأمر لا يتعلق بتحسين الرقابة، بل ببناء طريقة جديدة لأتمتة مراقبة الأسطول بأكمله.
وأشار إلى أن القدرة على التصرف وحل المشكلة (وليس مجرد إدراكها) هي ما يراه في المستقبل القريب بمجال تخزين الكهرباء السكنية.
أسواق الكهرباء اليومية
في بعض الأسواق الأوروبية، مثل بلجيكا وهولندا، تُشارك أنظمة "إنفيز" حاليًا في أسواق الكهرباء اليومية، حيث تستعمل التنبؤات القائمة على الذكاء الاصطناعي ومحاكاة الأسعار لتحديد الأوقات المثلى للشحن أو التفريغ دون أيّ تدخُّل بشري.

في المقابل، ما تزال البيئة التنظيمية وهياكل السوق في جميع أنحاء الولايات المتحدة تُشكّل عقبات يجب التغلب عليها، ويعتقد المؤسس المشارك رئيس قسم المنتجات لدى شركة "إنفيز إنرجي" الأميركية، راغو بيلور، أنها مسألة وقت فقط قبل أن تلحق الولايات المتحدة بالركب.
وقال بيلور: "لم تُصمَّم الشبكة لتدفّق الكهرباء ثنائي الاتجاه قط"، و"نظرًا لتزايد الطلب على الكهرباء وتقادم البنية التحتية، أصبحت الحاجة إلى التحديث أكثر إلحاحًا من أيّ وقت مضى".
وألمح إلى أن ذكاء الأسطول لا يقتصر على مجرد خفض تكاليف التشغيل والصيانة، بل يشمل إعداد الأنظمة السكنية لتؤدي دورًا أكبر في توفير خدمات الشبكة والمشاركة في محطات الطاقة الافتراضية وأسواق القدرة.
وأشار بيلور إلى أن للذكاء الاصطناعي دورًا في تسهيل تكامل الشبكة والامتثال لها.
وتوقَّع مستقبلًا تُدار فيه أوراق الربط البيني والتراخيص بوساطة الآلات فقط، ما قد يُقلل -حسبما يقول- من الاحتكاك بين شركات المرافق والعملاء.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..