قال الدكتور شريف العماري، الباحث المتخصص في شئون العلاقات الأسرية، إن الزواج تحول في مصر من رباط مقدس إلى صفقة مالية، تتصدرها "قائمة المنقولات" التي أصبحت أداة للتباهي، ومصدرًا للغارمات والسجون.
وأضاف "العماري"، خلال لقائه عبر فضائية “الرحمة”، أن التباهي بمحتويات المنزل وتكديس الأجهزة والمفروشات يتسبب في "غل" وكره بين الزوجين، حيث يبدأ الكره من أهل الزوج تجاه العروس وأسرتها، ويتسرب إلى الزوجين، مما يُهدد استقرار الأسرة ويدمر روابط الألفة والمودة التي يفترض أن تبنى عليها العلاقة الزوجية.
وشدد على أن الحل يكمن في "الرجولة" الحقيقية، التي تتمثل في عدم الخجل من الإمكانيات المادية، والتركيز على بناء حياة كريمة، بدلًا من إرضاء المجتمع.
دعوة للعودة إلى القيم الدينية التي تحث على التيسير في الزواج
ودعا إلى العودة إلى القيم الدينية التي تحث على التيسير في الزواج، وأن يكون المعيار الرئيسي هو الدين والخلق، وليس الإمكانيات المادية، مشيرًا إلى أن هناك مبادرات مجتمعية في الصعيد والأرياف، تسعى لمكافحة هذه الظاهرة، حيث يتفق أهالي قرى بأكملها على إلغاء بعض عادات الزواج المكلفة، مثل تقليل عدد المفروشات والأجهزة، وتحديد قيمة معقولة للذهب.
وذكر مثالًا صادمًا لـ"زفة عفش" في إحدى القرى، حيث يتم تقسيم الأثاث على عدد كبير من السيارات لإظهار أن كمية الأثاث هائلة، في حين أنها مجرد "موكب كاذب" للمفاخرة والتباهي.
ضرورة محاربة هذه الظواهر السلبية
ودعا إلى ضرورة أن يتولى كبار البلد والمشايخ مسؤولية التوعية بهذه القضايا، ومحاربة هذه الظواهر السلبية، حتى يعود الزواج إلى مقصده النبيل.