أكد كاظم أبو خلف المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونسيف" أن إعلان المجاعة في قطاع غزة ربما يكون تأخر بالنسبة لمن هم موجودين على الأرض لانهم من يتعرضون للمعاناة والجوع.
وقال أبو خلف في مداخلة مع قناة "القاهرة الإخبارية": "إن الذين يعيشون على الأرض في قطاع غزة هم من يجوعون بالفعل، وهم من يقضون الأيام والليالي دون طعام، وإذا ما حصل أحدهم على طعام فإنه يقدمه لأبنائه وبناته".
وأضاف: "سكان غزة من يخاطرون بحياتهم في سبيل الحصول على لقيمات عند أبواب المؤسسات الإنسانية في غزة وقد تجاوز عدد من قُتلوا في سبيل لقمة العيش ألفي شهيد، بينما وصل عدد الجرحى إلى ما يقارب أربعة عشر ألفًا، وكل ذلك فقط في محاولات للحصول على بعض الطعام ليبقي أبناءهم وبناتهم أحياء".
وأضاف: "من يعيش على الأرض ويشعر بالجوع وبخواء البطن، سيقول فعلًا إن إعلان المجاعة قد تأخر، ولعله تأخر بالفعل حتى تمكنت المؤسسات المختصة من جمع الأرقام اللازمة والتأكد علميًا من تخطي العتبات الثلاث الموجبة لإعلان المجاعة أولاها عدم توفر الغذاء بشكل واضح وعميق، وثانيتها إصابة الناس بسوء التغذية بشكل لا لبس فيه، وثالثتها موت الناس بالفعل بسبب سوء التغذية أو تبعاته هذه العتبات الثلاث تم تجاوزها في قطاع غزة، وبالتالي أصبح لزامًا إعلان المجاعة".
وتابع: "من زاوية أخرى، يمكن النظر إلى هذا التأخير على أنه دليل على تحري الدقة، فلا أحد الآن – سوى الجانب الإسرائيلي – يستطيع أن ينازع في أصل هذه الرواية أو في مصداقيتها، لأنها تأكيد رسمي صادر عن الأمم المتحدة ذات المصداقية، التي أعلنت أن المجاعة ضربت بالفعل منطقة على الأقل في قطاع غزة، وهي محافظة غزة".
وواصل: "مع ذلك، فإن التقرير الأممي الخاص بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي يشير إلى أن الوضع في محافظة شمال غزة قد يكون أسوأ بكثير مما هو في غزة نفسها".
وذكر: "إن مثل هذه التقارير وما يتبعها من مقابلات وبيانات وأرقام موثقة صادرة عن جهات متخصصة ومؤسسات أممية كبرى ذات مصداقية عالمية، كلها تشكل مواد أساسية لمن أراد أن يسلك مسار المحاسبة".
واختتم: "برأيي المتواضع، فإن الكثير مما يجري في قطاع غزة يحدث في ظل غياب المساءلة والمحاسبة، ولعل هذا ما أراد أن يلمح إليه الأمين العام للأمم المتحدة. فالأرقام المتوفرة الآن لا تترك مجالًا للشك في أن هناك خرقًا آخر لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
