تستعد الصين وباكستان لإطلاق مشاريع جديدة ضمن المرحلة الثانية من الممر الاقتصادي الصيني–الباكستاني، بعد تأخير دام خمس سنوات. وجاء هذا التطور خلال زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى إسلام آباد، حيث أكد أن التقارب الأخير بين بكين ونيودلهي "لن يؤثر على أي طرف ثالث"، في إشارة إلى طمأنة باكستان بشأن علاقاتها مع الهند.
ونقلت مصادر دبلوماسية باكستانية لـ"الشرق" أن اللقاءات التي عقدها الوزير الصيني تطرقت بصراحة إلى القضايا الإقليمية الحساسة، بما في ذلك التوترات الهندية–الباكستانية. وشددت المصادر على أن الجانب الصيني أكد التزامه بمشاريعه الاستراتيجية مع إسلام آباد، رغم أي تحركات دبلوماسية أخرى.
وقد ناقش الطرفان ملفات متعددة، أبرزها تفعيل مشاريع عسكرية تشمل شراء طائرات مقاتلة وأنظمة دفاع جوي، فضلاً عن تعزيز التعاون في مجالات الأمن السيبراني، والحرب الإلكترونية، والتعاون الفضائي.
وأكد وانغ يي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الباكستاني محمد إسحاق دار، أن بلاده ستواصل دعم باكستان في كافة المحافل الدولية، مشيدًا بدورها في مكافحة الإرهاب، ومتعهدًا بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة لمتضرري الفيضانات.
وأشار دار من جانبه إلى أن البلدين متفقان "تماماً" بشأن القضايا الإقليمية والدولية، بما في ذلك الموقف من معاهدة مياه نهر السند، والتي أكدت الصين دعمها لباكستان فيها.
زيارة مرتقبة
كما ناقش الطرفان الاستعدادات لزيارة رئيس الوزراء شهباز شريف المرتقبة إلى الصين، حيث من المقرر أن يشارك في قمة منظمة شنغهاي للتعاون، ويلتقي كبار المسؤولين الصينيين، وعلى رأسهم الرئيس شي جين بينغ.
وفي سياق متصل، أعربت الصين عن دعمها لتشغيل ميناء جوادر وتطوير طريق كاراكورام، باعتبارهما من أهم عناصر الممر الاقتصادي، مؤكدة رغبتها في تعزيز التعاون في قطاعات الصناعة والزراعة والتعدين.
وأفادت مصادر مطلعة أن بكين تولي أهمية قصوى لأمن مواطنيها العاملين في باكستان، لا سيما بعد تزايد نشاط الجماعات المسلحة في إقليمي بلوشستان وخيبر بختونخوا. كما شددت الصين على ضرورة تكثيف التنسيق الأمني مع أفغانستان لاحتواء التهديدات الحدودية.
وفي ختام الزيارة، اتفق الجانبان على المضي قدمًا في مشاريع تدريبية مشتركة ضمن المرحلة الثانية من الممر الاقتصادي CPEC-II، تشمل مجالات الذكاء الاصطناعي، وهندسة البناء، والزراعة، وإدارة الضيافة، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.