قبل أيام من انعقاد قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة تيانجين الصينية، وجهت بكين انتقاداً غير مباشر للولايات المتحدة، متهمة إياها بإثارة التوترات العالمية، ومؤكدة في المقابل أن المنظمة تمثل بديلاً حقيقياً عن عقلية الحرب الباردة وصراعات الهيمنة.
وفي تصريح يعكس الموقف الصيني المعتاد من واشنطن، قال مساعد وزير الخارجية الصيني، ليو بين، إن القمة التي سيستضيفها الرئيس شي جين بينغ، تمثل "انفصالاً واضحاً" عن نهج بعض الدول التي تسعى لتحقيق مصالحها الذاتية على حساب الآخرين، في إشارة ضمنية إلى الولايات المتحدة، بحسب ما نقلته وكالة "بلومبرغ".
ويُنتظر أن يحضر القمة التي تُعقد في 31 أغسطس و1 سبتمبر بمدينة تيانجين الساحلية، قادة بارزون، من بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ومن المقرر أن يعلن الرئيس شي عن مبادرات جديدة لرسم ملامح استراتيجية المنظمة للسنوات العشر المقبلة.
بكين تنتقد واشنطن
وقال ليو خلال مؤتمر صحفي في بكين: "منظمة شنغهاي للتعاون قائمة على تجاوز المفاهيم التقليدية مثل صراع الحضارات والحرب الباردة، وألعاب النفوذ الصفري"، مؤكداً أن المنظمة تزداد قوة وتأثيراً مع مرور الوقت.
وأشار إلى أن الرئيس شي سيتبنى مع قادة الدول الأخرى "إعلان تيانجين"، ويتفقون على استراتيجية تطوير المنظمة حتى عام 2035، بهدف تعزيز دورها في إعادة تشكيل نظام الحوكمة العالمي.
ولم توجه منظمة شنغهاي الدعوة للولايات المتحدة للانضمام في أي وقت، إذ يُنظر إليها في الغرب على أنها تكتل موازن للنفوذ الغربي بقيادة الصين، خصوصاً في مواجهة تحالف الناتو.
وقد توسعت المنظمة منذ تأسيسها في 2001 من قِبل الصين وروسيا ودول آسيا الوسطى، لتضم عدداً متزايداً من الأعضاء والمراقبين وشركاء الحوار.
وشهدت العلاقات الدولية مؤخراً تحولات مهمة، دفعت بها سياسات حمائية أميركية، مثل الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترمب. كما بدأت الصين والهند تقارباً جديداً بشأن حدودهما المتنازع عليها، في خطوة تُعد مؤشراً على إعادة ترتيب العلاقات في آسيا.
وتعليقاً على هذه التحولات، أشار ليو إلى أن الرئيس شي سيطرح خلال القمة "مقاربات جديدة لتحسين الحوكمة العالمية"، في ظل التحديات المتصاعدة التي تواجه النظام الدولي.
ومن المتوقع أن يشارك في القمة أيضاً الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، والرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، فيما سيبقى بعض القادة، بينهم بوتين ورئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، لحضور العرض العسكري الصيني في 3 سبتمبر، بمناسبة الذكرى الـ80 لنهاية الحرب العالمية الثانية، والذي يُنتظر أن تكشف فيه بكين عن أحدث ترسانتها العسكرية.