أكد الدكتور منير البرش، مدير وزارة الصحة في قطاع غزة، أنه لا يوجد قرار رسمي بإخلاء المستشفيات في شمال قطاع غزة حتى الأن
وقال البرش في مداخلة مع قناة "الجزيرة": "حتى هذه اللحظة لا يوجد قرار رسمي بإخلاء المستشفيات، وإنما هو مجرد اتصال هاتفي لتجهيز الخطط والاستعداد للإخلاء ولكننا نأخذ الأمر على محمل الجد، لأن الاحتلال الإسرائيلي اعتاد أن يبدأ بهذه الإشعارات ثم ينفذها، وقد خبرنا ذلك في تجارب كثيرة سابقة".
وأضاف: "الاحتلال لا يأبه بالمنظومة الدولية ولا يضعها في حساباته، لأنه يعتبر شل المنظومة الصحية من أهم استراتيجياته منذ بداية الحرب، فهو يدرك أن المستشفى هو القلب النابض لأي مدينة محاصرة أو محتلة".
وتابع: "ضرب المستشفيات يعني موت الجرحى، وتحويل الإصابات البسيطة إلى قاتلة، كما يعني كسر الروح المعنوية للمجتمع فالمستشفى ليس مجرد مبنى طبي، بل هو الملاذ الأخير للناس، وحين يستهدفه الاحتلال تنتشر حالة من اليأس والرعب، وهذا ما يسعى إليه لكسر صمود المجتمع. كما أن استهداف المستشفيات يجبر الناس على النزوح القسري بحثًا عن العلاج".
وواصل: "في مستشفيات مدينة غزة وحدها لدينا ما يقارب ألفي مريض، من بينهم نحو 120 مريضًا يعتمدون على أجهزة التنفس الصناعي أو في الحضانات والعناية المركزة، إضافة إلى مرضى غسيل الكلى الذين لا يستطيعون العيش دون هذه الأجهزة".
وأوضح: "إذا تعطلت الأجهزة في غزة سيضطر هؤلاء وأسرهم إلى المغادرة، كما حدث في المرة الأولى عندما فقدنا نحو 40% منهم أثناء النزوح. ففي تلك المرة، حين أُجبرنا على الخروج من مستشفى الشفاء، غادر المرضى بحثًا عن العلاج ومات كثير منهم في الطريق".
وأكمل: "استهداف المستشفيات يعني عمليًا التهجير، كما يعني تغييب الشهود فالمستشفيات تحتضن المرضى والجرحى والكوادر الطبية والناجين من المجازر، وهي الصندوق الحقيقي الذي يوثق جرائم الاحتلال".
وذكر: "عندما يدمرها الاحتلال فإنه يمحو الجريمة ويمارس العقاب الجماعي، لأن تعطيل الخدمات الطبية الأساسية مثل الدواء والعمليات والولادات ورعاية الأطفال يعني إبادة بطيئة أطفال بلا حضانات، ومرضى كلى بلا أجهزة غسيل، ومرضى قلب بلا عمليات، كلهم يموتون بصمت".
واختتم: "الاحتلال عندما يستهدف المستشفيات لا يقتل الجسد الفلسطيني فحسب، بل يكسر روحه أيضًا ويفتح الطريق للتهجير والنزوح".