أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير نشر اليوم الخميس، إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول قرب التوصل إلى تسوية لإنهاء الحرب في أوكرانيا لا تتوافق مع الواقع الميداني المعقد على الأرض، ولا تعكس حجم الخلافات العميقة بين موسكو وكييف بشأن القضايا الأساسية المرتبطة بالنزاع.
ورأت الصحيفة، في تقرير أعدته بسمة علاء الدين، أن تفاؤل ترامب بمستقبل السلام في أوكرانيا جاء في وقت تتواصل فيه المعارك على جبهات مختلفة، مع استمرار القصف والهجمات العسكرية التي خلفت آثارًا ميدانية كبيرة، بما في ذلك خسائر بشرية ومادية واسعة، وتدمير البنية التحتية في مناطق عدة.
وأوضحت "نيويورك تايمز" أن التحديات الراهنة تشمل خلافات جوهرية حول السيادة على الأراضي المحتلة، ومسائل التفاوض المتعلقة بالانسحاب العسكري، والأمن الإقليمي، إلى جانب الوضع الاقتصادي الصعب الذي يفاقم الأزمة الإنسانية، الأمر الذي يجعل أي تسوية سريعة شبه مستحيلة.
وأضاف التقرير أن تصريحات ترامب المتفائلة قد تعكس موقفًا سياسيًا يسعى إلى تعزيز صورته أمام الرأي العام، لكنه يتجاهل الواقع المعقد على الأرض، حيث تظل المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا متوقفة عند نقاط الخلاف الأساسية دون إحراز تقدم ملموس، وهو ما يجعل التوصل إلى اتفاق سلام سريع أمرًا صعب التحقيق.
وأكدت الصحيفة أن الموقف الدولي أيضًا يضيف طبقة أخرى من التعقيد، مع اختلاف مواقف الدول الكبرى بشأن الضمانات الأمنية لأوكرانيا، ومستقبل العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الأطراف، بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه المنظمات الدولية في دعم استقرار المنطقة دون الانخراط المباشر في النزاع العسكري.
وأشار التقرير إلى أن استمرار القتال يؤثر على المدنيين بشكل مباشر، حيث يعيش ملايين الأوكرانيين تحت تهديد مستمر، مع نزوح جماعي من المناطق المشتعلة، ما يفاقم الأزمة الإنسانية ويضع ضغوطًا على الحكومات والدول المجاورة لاستقبال اللاجئين وتقديم الدعم الإنساني.
وركزت الصحيفة على أن أي إعلان عن تقدم في المفاوضات يجب أن يُنظر إليه بحذر، نظرًا لتعقيدات الواقع الميداني وتعدد الجهات الفاعلة على الأرض، بما في ذلك الجماعات المحلية، القوات العسكرية المختلفة، والهيئات الدولية، مما يجعل أي تسوية تبدو بعيدة المدى على الرغم من التفاؤل السياسي من بعض الأطراف.
وختم التقرير بالإشارة إلى أن الأزمة الأوكرانية لا تزال اختبارًا صعبًا للمجتمع الدولي، وأن تصريحات ترامب بشأن قرب السلام تصطدم بعوائق سياسية وعسكرية واقتصادية تجعل أي حلول عاجلة مستبعدة، وهو ما يعكس التباين الكبير بين الخطاب السياسي والتحديات الواقعية على الأرض.
