أخبار عاجلة

من الاستيراد إلى الاكتفاء الذاتي.. قصة نجاح مصرية في إنتاج بذور البطيخ محليًا

من الاستيراد إلى الاكتفاء الذاتي.. قصة نجاح مصرية في إنتاج بذور البطيخ محليًا
من الاستيراد إلى الاكتفاء الذاتي.. قصة نجاح مصرية في إنتاج بذور البطيخ محليًا

يُعد البطيخ من أكثر الفواكه ارتباطًا بفصل الصيف في مصر، حيث ينتظره المصريون من عام إلى آخر لتناوله كوجبة خفيفة ومنعشة تساعد على مقاومة حرارة الشمس المرتفعة، التي باتت تتخطى المعدلات الطبيعية في السنوات الأخيرة.
ورغم شيوع زراعته في مختلف المحافظات، إلا أن ما قد لا يعرفه الكثيرون هو أن مصر كانت، حتى وقت قريب، تعتمد بشكل كبير على استيراد بذور البطيخ من الخارج لتلبية احتياجات الزراعة.

برنامج التقاوي الوطني

في إطار توجه الدولة نحو تعزيز الإنتاج المحلي وخفض الاعتماد على الاستيراد، قام البرنامج الوطني لإنتاج التقاوي خلال السنوات الماضية بالتركيز على استنباط أصناف وهجن جديدة من البطيخ.
وقد أثمرت الجهود عن نتائج مبهرة، تمثلت في تطوير أصناف مصرية عالية الجودة، تميزت بمقاومتها للأمراض وارتفاع محتواها السكري، مما أدى إلى تحقيق طفرة في إنتاج البذور محليًا، وتقليص الحاجة إلى الاستيراد.

تراجع حاد في واردات بذور البطيخ

كشف تقرير صادر عن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عن تراجع كبير في واردات بذور البطيخ، حيث انخفضت الكمية المستوردة من 8 أطنان إلى 500 كيلوغرام فقط، وهو ما يُعد إنجازًا كبيرًا في سبيل تحقيق الاكتفاء الذاتي.

ويرجع هذا الانخفاض إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها:

تطوير أصناف محلية جديدة مثل "مصر 1"، "مصر 2"، وهجين "البرنس" الذي يُعد من الطرازات القوية والمعروفة باسم "جيزة".

تبني أساليب زراعية حديثة تعتمد على التكنولوجيا، وتحسين إدارة المياه والتربة.

إجراءات حكومية فعالة شجعت على الإنتاج المحلي، وقلّلت الاعتماد على التوريد الخارجي.

ارتفاع أسعار البذور عالميًا وتكاليف الشحن، مما حفّز المزارعين على استخدام التقاوي المحلية.

مصر ثاني أكبر منتج عربي للبطيخ

تحتل مصر المرتبة الثانية بين الدول العربية من حيث إنتاج البطيخ، حيث يتجاوز الإنتاج السنوي 1.3 مليون طن، ويتم تصديره بشكل واسع إلى الأسواق العربية، بالإضافة إلى بعض الدول الأوروبية، لما يتمتع به من جودة عالية وقدرة على تحمل النقل لمسافات طويلة.

وتنتشر زراعة البطيخ في مختلف المحافظات المصرية، سواء في الوجه البحري أو الصعيد، مع مرونة في توقيت الزراعة حسب ظروف الطقس وتنوع المناطق الجغرافية.

الزراعة على مدار العام وبأنظمة متعددة

أكد حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، أن زراعة البطيخ في مصر يمكن أن تتم طوال العام، بفضل تنوع المناطق الزراعية وتطور أساليب الزراعة، حيث يُزرع في:

مارس وأبريل في الوجه البحري لإنتاج يُجنى في يوليو وأغسطس.

ديسمبر تحت الأغطية البلاستيكية في الصعيد ليُنتج في أبريل ومايو.

أغسطس وسبتمبر في قنا والأقصر لإنتاج ديسمبر.

فبراير في محافظات كالإسماعيلية والشرقية.

وتُستخدم في زراعته عدة طرق منها الزراعة المكشوفة، وتحت الصوب، والمسقاوي، والبعلي، والسطحي، ما يجعل زراعة البطيخ من الزراعات المرنة والناجحة في البيئة المصرية.

فوائد غذائية وصحية كبيرة للبطيخ

لا يقتصر تميز البطيخ على مذاقه المنعش فحسب، بل يُعد أيضًا مصدرًا غنيًا بالعديد من العناصر الغذائية المفيدة، منها:

مضادات الأكسدة الطبيعية التي تساهم في الوقاية من الأمراض.

ترطيب الجسم بفضل احتوائه على نسبة عالية من الماء.

الوقاية من أمراض القلب والمساعدة في الحفاظ على صحة البشرة.

دعم مناعة الجسم ومكافحة آثار الحرارة المرتفعة.

نقلة زراعية تعزز الأمن الغذائي

يمثل النجاح في تقليص استيراد بذور البطيخ والتوسع في الإنتاج المحلي نموذجًا يحتذى به ضمن استراتيجية الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من التقاوي، وضمان الأمن الغذائي للمواطنين، وتقليل الضغط على العملة الصعبة.

إن ما تحقق في قطاع زراعة البطيخ يعكس تقدمًا حقيقيًا في المنظومة الزراعية المصرية، ويرسم ملامح مستقبل زراعي أكثر استدامة، يقوم على العلم، والتكنولوجيا، والاستثمار في البحوث المحلية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق محمود الشيخ يكتب: وادي دجلة وبونجا ونهاد وخالد.. مواقف تاريخيّة لاتنسي
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة