شهدت مدينة الإسكندرية، اليوم الخميس، حدثًا أثريا ضخما، حيث تابع شريف فتحي وزير السياحة والآثار، يرافقه الفريق أحمد خالد حسن محافظ الإسكندرية، أعمال انتشال عدد من القطع الأثرية الغارقة من مياه البحر المتوسط بميناء أبو قير البحري شرق المحافظة، وذلك بالتزامن مع فعاليات احتفالية التراث الثقافي المغمور.
انتشال القطع الأثرية
وأكد وزير السياحة والآثار أن عملية الانتشال تمت بجهود مشتركة بين إدارة الآثار الغارقة والمجلس الأعلى للآثار بالتعاون مع القوات البحرية، واصفًا الحدث بـ"الإنجاز المشرف".
وأوضح، أن القطع المنتشلة تخضع لمعايير دولية واتفاقية اليونسكو، التي تسمح باستخراج بعض المواد وفق ضوابط محددة مع الإبقاء على أخرى كتراث محفوظ في موقعه الأصلي.
وكشف الوزير عن نجاح الوزارة مؤخرًا في انتشال 4 قطع أثرية ضخمة من أعماق خليج أبو قير، لافتًا إلى أن عمليات الانتشال تُنفذ بحذر شديد حفاظًا على مكونات القطع الأثرية، مؤكدًا أن الوزارة تدرس حاليًا مقترحات لعرض هذه الكنوز، سواء في قاعة مستقلة أو ضمن سيناريوهات عرض متحفي أخرى، مع بحث إنشاء متحف تحت الماء كخيار مستقبلي.
وأكد محافظ الإسكندرية أن أعمال انتشال الآثار الغارقة تسير جنبًا إلى جنب مع جهود الترويج السياحي للمحافظة، مشيرًا إلى أن هناك متابعة دولية لملف الآثار المغمورة بمصر، وكاشفًا عن قرب الإعلان عن كشف أثري جديد لسفينة غارقة.
كما أشار إلى أن الإسكندرية تشهد مشروعات تنموية كبرى، من بينها استكمال مشروع قطار أبو قير لربط أحياء المدينة.

التماثيل المكتشفة أسفل ميناء أبو قير
وفي كلمته، أوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن أغلب التماثيل المكتشفة أسفل مياه خليج أبو قير عُثر عليها مفقودة الرؤوس أو الأقدام، وهو ما يرجح تعرضها لكارثة طبيعية أدت إلى سقوطها في البحر، مضيفا أن هذه الاكتشافات تمثل إضافة مهمة لفهم تاريخ المدن الغارقة التي ازدهرت خلال العصر البطلمي.
وعلى هامش الفعاليات، افتتح وزير السياحة والآثار ومحافظ الإسكندرية معرضًا مؤقتًا بمتحف الإسكندرية القومي بعنوان "أسرار المدينة الغارقة"، إلى جانب مكتبة متخصصة تضم أكثر من 1100 كتاب في مختلف مجالات الآثار والعلوم المساندة، مزودة بآليات إتاحة لذوي الهمم، كما وجه الوزير بربط مكتبات المتاحف بمنصة EgyTap الرقمية لتعزيز نشر المعرفة والتفاعل مع الجمهور.