لا يمر يوم في مصر إلا وتبرهن فيه وزارة الداخلية على جاهزيتها الكاملة لحماية المجتمع، والتصدي لكل أشكال الجريمة، مستندة إلى عقيدة أمنية راسخة عنوانها الضربات الاستباقية والانتشار الشامل في ربوع الجمهورية.
خلال السنوات الأخيرة، تحولت المواجهة الأمنية إلى نهج متكامل يعتمد على المعلومات الدقيقة، وتكنولوجيا التحليل الجنائي، والتنسيق بين مختلف القطاعات الشرطية، بما يضمن إحباط المخططات الإجرامية قبل وقوعها.
ما يميز جهود الداخلية هو التوازن بين الردع والوقاية
ويؤكد خبراء أمنيون أن ما يميز جهود الداخلية هو التوازن بين الردع والوقاية؛ فمن ناحية تنفذ الأجهزة الشرطية حملات مكبرة تستهدف أوكار الجريمة التقليدية مثل تجارة السلاح والمخدرات والتنقيب عن الآثار، ومن ناحية أخرى تكثف إداراتها الرقابية حملاتها على الأسواق لضبط السلع المغشوشة، والمخابز المخالفة، وأنشطة غسيل الأموال عبر الإنترنت، في إطار حماية الاقتصاد الوطني.
إلى جانب ذلك، فإن الدور الإنساني للشرطة يتجسد في حملات التبرع بالدم ورعاية الأحداث، وهو ما يؤكد أن "الأمن" ليس قمعًا للجريمة فقط، بل منظومة قيمية وإنسانية تسعى إلى حماية الإنسان المصري صحيًا واجتماعيًا، بالتوازي مع حمايته أمنيًا.
وعلى مدى الـ24 ساعة الماضية، سجلت أجهزة الوزارة سلسلة من الضربات الناجحة شملت ضبط أسلحة نارية، مواد مخدرة، مصانع غير مرخصة، عصابات إجرامية، متاجرين بالعملات الأجنبية، فضلًا عن كشف ملابسات جرائم جنائية وإلكترونية هددت استقرار المجتمع. كل ذلك يعكس يقظة لا تهدأ، تؤكد أن الأمن المصري يواكب التحديات المتسارعة ويطور أساليبه بشكل دائم.
أبرز جهود الداخلية خلال 24 ساعة
حماية الآداب: ضبط راقصة أجنبية نشرت مقاطع مخلة بالحياء عبر مواقع التواصل لتحقيق أرباح غير مشروعة.
مكافحة السلاح والمخدرات: ضبط عنصر جنائي بكوم أمبو بأسوان بحوزته أسلحة نارية و3 أطنان سولار مهرب.
المرور: ضبط سائق أتوبيس غير متزن يقود تحت تأثير المخدرات بالمطرية، والتحفظ على المركبة.
حماية البيئة: ضبط مصنعين غير مرخصين بالشرقية لإنتاج أسمدة مغشوشة بكمية تجاوزت 260 طنًا.
التموين: ضبط مصنع شاي مغشوش بالقليوبية يطرح أكثر من طن مواد مجهولة المصدر، وثلاجة لحوم فاسدة بكمية 121 طن.
حملات إنسانية: تنظيم حملة تبرع بالدم بمشاركة ضباط وأفراد بمديرية أمن الوادي الجديد.
المصنفات: ضبط شركة إنتاج إعلامي بدون ترخيص بالجيزة، وتحريز وحدات مونتاج واستوديوهات مخالفة.
حوادث جنائية: ضبط 3 متهمين بدمياط أشعلوا النيران بسيارتين بسبب خلافات أسرية.
كيانات وهمية: ضبط مدير كيان تعليمي وهمي بالقاهرة يوهم الشباب بشهادات مزيفة.
مشاجرات: السيطرة على مشاجرة بالسلام أول وضبط فرد خرطوش وسلاح أبيض.
مخالفات مرورية: ضبط أكثر من 111 ألف مخالفة مرورية، وفحص 2417 سائقًا تبين إيجابية 160 منهم لتعاطي المخدرات.
مكافحة التلاعب بالخبز: ضبط 30 طن دقيق مدعم تمهيدًا لبيعه في السوق السوداء.
مكافحة غسيل الأموال: ضبط قضايا اتجار بالنقد الأجنبي تجاوزت 10 ملايين جنيه.
تفنيد الشائعات: نفي فيديوهات مفبركة بثتها لجان الإخوان الإرهابية لمحاولة تشويه صورة الشرطة.
مطاردة نوعية: شرطة النجدة بالإسكندرية تسيطر على سيارة ربع نقل اصطدمت بعدة مركبات.
الآثار: ضبط 3 أشخاص ينقبون عن الآثار داخل عقار بالقاهرة.
رعاية الأحداث: ضبط عاطل يستغل طفلين في التسول ببولاق الدكرور.
المخدرات الدولية: إحباط تهريب 160 كجم حشيش و300 ألف قرص مخدر بمطروح بقيمة 350 مليون جنيه.
مكافحة العنف: ضبط متهم بكفر الشيخ بحوزته أسلحة ومواد مخدرة يلوح بها لبسط سطوته الإجرامية.
تؤكد الوقائع الأمنية التي تم رصدها خلال 24 ساعة فقط أن وزارة الداخلية لا تترك ثغرة يمكن أن تتسلل منها الجريمة دون أن تواجهها بحزم، سواء كانت جريمة تقليدية، أو جريمة منظمة عابرة للحدود، أو حتى محتوى مخالف على وسائل التواصل الاجتماعي.
هذا التنوع يعكس أن الأمن في مصر بات منظومة متكاملة، لا تقتصر على ضبط المجرمين بعد ارتكابهم للجرائم، بل تمتد إلى إجهاض الجرائم قبل وقوعها، وإحكام السيطرة على الأسواق، وردع المخالفين، وتفنيد الشائعات التي تبثها الجماعات الإرهابية عبر أدواتها الإعلامية.
ويشير خبراء أمنيون إلى أن الضربات الاستباقية التي تحققها الداخلية يومًا بعد يوم تُشكل جدار ردع نفسي ومعنوي ضد المجرمين، وتبعث برسالة واضحة مفادها أن يد العدالة ستصل إليهم مهما تنوعت أساليبهم أو أماكن اختبائهم. كما أن هذه الجهود تبرهن على أن الأمن القومي الداخلي لم يعد معزولًا عن الأمن الاقتصادي والاجتماعي، بل هو ركيزة رئيسية في الحفاظ على استقرار الدولة ودعم مسيرة التنمية.
وفي ظل التحديات الإقليمية والدولية التي تشهدها المنطقة، تواصل الداخلية تطوير آلياتها لتكون على قدر المسؤولية، معتمدة على العمل الاستخباراتي، والتحليل المعلوماتي، والانتشار الأمني. وبهذا، فإن ما يتحقق على الأرض كل يوم لا يمثل فقط نجاحًا أمنيًا، بل هو رسالة طمأنة للشعب المصري بأن أمنه في أيدٍ أمينة لا تعرف التهاون.
