اقرأ في هذا المقال
- الحكومة تخطط لإضافة 3 غيغاواط على أسطح المباني قبل نهاية 2025
- إجمالي سعة الطاقة الشمسية في بنغلاديش لا يتجاوز حاليًا ربع غيغاواط
- خطة طويلة الأمد تستهدف زيادة حصة الطاقة المتجددة إلى 30% بحلول 2040
- حصة الطاقة المتجددة في باكستان والهند وسريلانكا أكبر بكثير من بنغلاديش
- نقص الصيانة وضعف الجودة وارتفاع الرسوم الجمركية أبرز التحديات
يتجه قطاع الطاقة الشمسية في بنغلاديش نحو التوسع بمعدلات غير مسبوقة خلال الأشهر المقبلة، في إطار خطة حكومية طموحة لاستغلال أسطح المباني الحكومية وغيرها.
وكشفت حكومة بنغلاديش -مؤخرًا- عن خطة طموحة لتركيبات ألواح الطاقة الشمسية على الأسطح، بقدرة تصل إلى 3 غيغاواط بحلول ديسمبر/كانون الأول 2025.
وظلّ نمو قطاع الطاقة الشمسية في بنغلاديش متواضعًا جدًا على مدار السنوات الـ15 الماضية، ما يشير إلى تحول كبير مرتقب في القطاع إذا نجحت خطط التركيبات الحكومية الطموحة، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وتعاني بنغلاديش ارتفاع فاتورة واردات الوقود الأحفوري في قطاع الكهرباء، ما دفعها إلى التفكير في تعزيز حلول الطاقة المتجددة، لا سيما الطاقة الشمسية التي تبدو أرخص البدائل المتاحة.
خطط الطاقة الشمسية في بنغلاديش
ما زالت قدرة الطاقة الشمسية في بنغلاديش المسجلة حتى يونيو/حزيران 2025 أقل من ربع غيغاواط (245 ميغاواط)، بحسب تقرير حديث صادر عن معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي.
وتستهدف خطة الحكومة التوسع السريع في تركيب الألواح الشمسية على أسطح المباني الحكومية والمستشفيات والمؤسسات التعليمية والدينية وغيرها خلال الأشهر المقبلة.

ومع ذلك، فإن تحقيق الهدف السريع للخطة الحكومية بتركيب قدرة تصل إلى 3 غيغاواط بحلول نهاية 2025، يتطلّب مضاعفة القدرة 12 مرة في أقل من 6 أشهر مقارنة بمستواها الحالي، بحسب التقرير.
وكانت حكومة البلاد قد أقرت سياسة جديدة للطاقة المتجددة في 16 يونيو/حزيران الماضي، تستهدف زيادة حصتها في مزيج الكهرباء إلى 30% بحلول عام 2040.
مزيج الكهرباء في بنغلاديش
ما زالت حصة الطاقة الشمسية في بنغلاديش أقل من 1.3% من إجمالي توليد الكهرباء، وسط سيطرة واضحة للوقود الأحفوري.
وبحسب بيانات مركز أبحاث الطاقة النظيفة (إمبر) لعام 2024، فقد ظل الغاز الطبيعي أكبر مصدر للتوليد في البلاد بنسبة 61.5%، يليه الفحم 20.1%، ثم النفط بنحو 16.3%، ثم الطاقة الكهرومائية بأقل من 0.8%.
وتبدو حصة الطاقة الشمسية وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة في بنغلاديش متواضعة جدًا، مقارنة بالدول القريبة جغرافيًا المتسارعة في نشرها وهي: الهند وباكستان وسريلانكا.
فقد بلغت حصة الطاقة النظيفة في الهند قرابة 22.3% في عام 2024، شاملة الطاقة الشمسية والرياح والطاقة النووية والكهرومائية والطاقة الحيوية، مع إسهام الطاقة الشمسية وحدها بنحو 6.7%.
وبلغت حصة الطاقة النظيفة في باكستان قرابة 46.7% من مزيج الكهرباء، منها 10.4% للطاقة الشمسية وحدها خلال العام الماضي.
أما حصة المصادر النظيفة في سريلانكا فقد تجاوزت 55%، مع استحواذ الطاقة الشمسية وحدها على 7.5% من المزيج في عام 2024، بحسب بيانات وحدة أبحاث الطاقة.
وشهدت تركيبات الطاقة الشمسية على الأسطح في البلدان الـ3 تقدمًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية، في حين ظل النمو ضعيفًا في بنغلاديش.
تحديات الطاقة الشمسية على الأسطح
ركّبت بنغلاديش أول نظام للطاقة الشمسية على الأسطح في عام 2008، بقدرة متواضعة لم تتجاوز 1 كيلوواط، ثم أصدرت الحكومة توجيهًا عام 2010 للمباني الجديدة بتركيب أنظمة شمسية على أسطحها للحصول على توصيلات الشبكة.
وكان الدافع وراء هذا القرار هو تحفيز القطاعات التجارية والصناعية على توليد جزء من احتياجاتها للكهرباء من الطاقة الشمسية في ظل الطلب المتزايد.
وأصدرت الحكومة في عام 2018 القواعد المنظمة للحساب القياسي الصافي لاستهلاك الكهرباء، ثم عدّلتها في عام 2019 للسماح للمباني الصناعية والتجارية الكبيرة بتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية على الأسطح وتقليل اعتمادها على الشبكة.
وأسهم إقرار هذه القواعد في تسريع تركيبات الطاقة الشمسية على أسطح المباني التجارية والصناعية بالفعل خلال السنوات اللاحقة، لتصل إلى 245 ميغاواط بحلول يونيو/حزيران 2025، مقارنة بنحو 36 ميغاواط فقط وقت إقرارها في 28 يوليو/تموز 2018.

وتراهن خطة الحكومة الجديدة على التوسع فائق السرعة في التركيبات الشمسية على الأسطح بحلول نهاية 2025، ليتجاوز إجمالي القدرة المركبة في البلاد 3.3 غيغاواط، لكن تحقيق ذلك لن يكون سهلًا، وسيصطدم بتحديات كبيرة.
وبحسب تقرير معهد اقتصادات الطاقة، فإن قطاع التركيبات على الأسطح ما زال ناشئًا في بنغلاديش، ويعاني نقص مراقبة الجودة، والرقابة التنظيمية، وضعف التمويل، والرسوم الجمركية المرتفعة.
ورغم أن الحكومة خفّضت الرسوم الجمركية -مؤخرًا- على محولات الكهرباء المستوردة من 10% إلى 1% في يونيو/حزيران الماضي، فلا تزال مكونات أخرى تخضع لرسوم مرتفعة.
على الجانب الآخر، هناك تصورات سلبية منتشرة بين ملاك المباني حول أنظمة الطاقة الشمسية المركبة على الأسطح، بسبب نقص الصيانة وتوريد ألواح رديئة ذات كفاءة أقل في السابق، ما قد يجعلهم مترددين في الاستجابة للطموحات الحكومية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- خطة الطاقة الشمسية في بنغلادش وتحدياتها من معهد اقتصاديات الطاقة.
- بيانات مزيج الكهرباء في بنغلاديش والدول المجاورة من مركز إمبر.