تُعد الأملاح المعدنية من العناصر الأساسية التي يحتاجها الجسم للحفاظ على توازن وظائفه الحيوية، إلا أن زيادتها قد تتحول إلى عبء صحي خطير، ويؤكد الأطباء أن طرق التخلص من الأملاح الزائدة تختلف بحسب نوع المعدن المرتفع والمضاعفات التي يسببها، مما يجعل العلاج موجهًا ودقيقًا لكل حالة، ووفقا لـhealthline نبرز اضرارها وطرق التخلص منها.
ارتفاع الصوديوم
الصوديوم هو العنصر الأكثر ارتباطًا بتوازن السوائل داخل الجسم، ففي الوضع الطبيعي تنظم مستقبلات خاصة في الدماغ مستويات الماء والصوديوم بشكل تلقائي، لكن عند فقدان كميات كبيرة من الماء أو زيادة تناول الصوديوم، يحدث ما يُعرف بفرط صوديوم الدم.
وفي حال كان الارتفاع تدريجيًا، غالبًا يكفي الإكثار من شرب السوائل لتصحيح الوضع. أما الارتفاع المفاجئ والحاد فيتطلب تدخلًا عاجلًا عبر تعويض السوائل وريديًا تحت إشراف طبي.
ارتفاع البوتاسيوم
البوتاسيوم ضروري للحفاظ على انتظام عمل العضلات، وخصوصًا عضلة القلب. لكن زيادته في الدم قد تؤدي إلى تغيرات خطيرة في تخطيط القلب، بل وقد تسبب توقفه المفاجئ.
العلاج يختلف وفق مستوى الارتفاع، إذ قد يُوقف الطبيب بعض الأدوية المسببة للمشكلة، أو يلجأ إلى إعطاء مزيج من الجلوكوز والأنسولين لنقل البوتاسيوم إلى الخلايا. وفي الحالات الحرجة يُستخدم الكالسيوم الوريدي لحماية القلب مؤقتًا، إلى جانب مدرات البول أو تعديل النظام الغذائي لتقليل الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم مثل الموز والبطاطا.
ارتفاع الكالسيوم
فرط الكالسيوم قد يؤدي إلى هشاشة العظام وتكون حصوات الكلى. وتعود أسبابه غالبًا إلى فرط نشاط الغدد الجار درقية أو بعض الأورام أو حتى الإفراط في تناول المكملات.
العلاج يبدأ بترطيب الجسم بالسوائل الوريدية في الحالات البسيطة، بينما تتطلب الحالات الشديدة أدوية متخصصة مثل الكالسيتونين للتحكم بمستويات الكالسيوم، أو البيسفوسفونات التي تُعطى وريديًا وتُستخدم عادة في علاج هشاشة العظام والسرطانات المصاحبة لارتفاع الكالسيوم.
ارتفاع الفسفور
يُعد مرض الكلى المزمن السبب الأبرز لزيادة الفسفور. ورغم أن هذا المعدن ضروري لصحة العظام وتحويل الغذاء إلى طاقة، إلا أن ارتفاعه قد يضر الجسم.
التعامل مع فرط الفسفور يعتمد على تقليل الأطعمة الغنية به، مع استخدام أدوية تُعرف بـ”رابطات الفسفور” التي تحد من امتصاصه أثناء تناول الطعام.
التوازن هو الأساس
الأطباء يشددون على أن أملاح الجسم ــ بما فيها الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والكلورايد تلعب أدوارًا محورية في عمل العظام والعضلات والقلب والدماغ. لكن الاختلال في مستوياتها، سواء بالزيادة أو النقصان، قد ينعكس سلبًا على الصحة.
لذلك يُوصى دائمًا بالاعتدال في استهلاك الأملاح واللجوء إلى المتخصصين عند ظهور أي أعراض غير طبيعية، لتفادي المضاعفات الخطيرة المرتبطة بزيادتها.