قال الدكتور صلاح عبد العاطي رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، إنّ إسرائيل تتبع سياسة المماطلة فيما يخص الرد على مقترح الوسطاء المتعلق بالتهدئة في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الاحتلال لم يصدر موقفًا حاسمًا بعد، فلم يقل نعم ولم يقل لا، بل يواصل إطلاق تصريحات متضاربة تعكس رغبته في الاستمرار بمخططاته، وعلى رأسها إعادة احتلال مدينة غزة، كمرحلة أولى نحو احتلال القطاع بأكمله، وذلك بعد مصادقة المؤسسات الإدارية داخل إسرائيل، بما فيها الكابينت والجيش ووزير الحرب.
وأضاف عبد العاطي، في تصريحات مع الإعلامية نهى درويش، مقدمة برنامج "منتصف النهار"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ هناك 3 سيناريوهات محتملة في هذا السياق، أولها قبول إسرائيل بالاقتراح المطروح، خاصةً أنها كانت قد وافقت عليه سابقًا، كما أن ضغط عائلات الأسرى والجنود داخل إسرائيل، إلى جانب إجازة الكنيست، قد يمنح نتنياهو هامشًا للموافقة على الصفقة دون خوف فعلي من تهديدات شركائه في الائتلاف الحكومي كسموتريتش وبن غفير.
وتابع، أنّ السيناريو الثاني، بحسب عبد العاطي، فهو موافقة إسرائيل مبدئيًا على فتح مفاوضات بشأن صفقة شاملة، تستند إلى خمس نقاط أقرها نتنياهو في الكابينت، تشمل: نزع سلاح حركة حماس وقطاع غزة، الإبقاء على السيطرة الأمنية الإسرائيلية، رفض عودة السلطة أو حكم حركة حماس، وتشكيل هيئة مدنية بديلة وفق الرؤية الإسرائيلية، مع رفض واضح لأي مقترحات مثل لجنة الإسناد التي اقترحتها مصر في إطار خطط إعادة الإعمار والتعافي.
السيناريو الثالث هو الأرجح
ورجّح عبد العاطي أن يكون السيناريو الثالث هو الأرجح، وهو أن تبدأ إسرائيل عملية عسكرية، ولو بشكل رمزي أو محدود، قبل أن تعود للموافقة على الاقتراح.
وبيّن أن هذا السيناريو سيسمح لنتنياهو بتسجيل نقاط سياسية أمام شركائه الذين يخطط لتأسيس حزب جديد معهم، وخلص إلى أن الموقف الأمريكي قد يكون هو العامل الحاسم.
وأشار إلى غياب الجدية حتى الآن من جانب واشنطن، ما يعزز من احتمالات التشاؤم، وسط مخاوف من أن تتجه إسرائيل نحو تنفيذ مشروع "إسرائيل الكبرى"، بما يمثّله من تهديد مباشر للأمن القومي العربي والسلم الدولي، وفتح الباب أمام سيناريو حرب إقليمية شاملة.