انخفض إنتاج مصر من الغاز الطبيعي خلال النصف الأول من العام الجاري (2025) بنسبة 19%، وبمقدار 4.9 مليار متر مكعب على أساس سنوي، وسط جهود حكومية مكثفة للعمل على إنعاش الإنتاج مرة أخرى.
وبحسب بيانات حديثة جمعتها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، تراجع إنتاج الغاز المصري إلى 21.13 مليار متر مكعب (4.12 مليار قدم مكعبة يوميًا) في المدة من يناير/كانون الثاني حتى يونيو/حزيران 2025، مقابل 26.06 مليار متر مكعب (5.03 مليار قدم مكعبة يوميًا) بالنصف المقارن من 2024.
وفي الربع الثاني من 2025، تراجع إنتاج الغاز إلى 10.44 مليار متر مكعب (4.05 مليار قدم مكعبة يوميًا)، مقابل 12.63 مليار متر مكعب (5 مليارات قدم مكعبة يوميًا) في الربع نفسه من 2024.
*مليار متر مكعب يعادل 35.3 مليار قدم مكعبة.
ورغم التراجع، هناك آمال بعودة إنتاج الغاز المصري إلى الارتفاع مرة أخرى، في ظل الاكتشافات العديدة التي توصلت لها البلاد، ونجاحها -مؤخرًا- في تحقيق إضافات جديدة لإنتاج حقل ظهر، ووضع بعض الآبار على خريطة الإنتاج.
إنتاج مصر من الغاز واستهلاكه
على أساس شهري، تباينَ أداء إنتاج مصر من الغاز خلال الأشهر الـ6 الأولى من 2025، ما بين الارتفاع والانخفاض، ولكنه ما يزال أقل من معدلات العام الماضي، وفقًا للأرقام التالية:
- يناير/كانون الثاني: 3.69 مليار متر مكعب.
- فبراير/شباط: 3.35 مليار متر مكعب.
- مارس/آذار: 3.64 مليار متر مكعب.
- أبريل/نيسان: 3.48 مليار متر مكعب.
- مايو/أيار: 3.54 مليار متر مكعب.
- يونيو/حزيران: 3.41 مليار متر مكعب.
سجّل إنتاج مصر من الغاز أقل ثاني معدل منذ بداية العام الجاري خلال يونيو/حزيران الماضي عند 3.41 مليار متر مكعب، ليأتي بعد معدل إنتاج فبراير/شباط الماضي (28 يومًا)، البالغ 3.35 مليار متر مكعب.
وحقق يناير/كانون الثاني أعلى معدل في إنتاج الغاز المصري خلال النصف الأول من 2025 عند 3.69 مليار متر مكعب، يليه معدل مارس/آذار البالغ 3.64 مليار متر مكعب.
ويوضح الرسم البياني التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- إنتاج مصر من الغاز الطبيعي شهريًا:
في سياق آخر، انخفض استهلاك مصر من الغاز لتوليد الكهرباء والتدفئة خلال النصف الأول إلى 15.71 مليار متر مكعب (3.06 مليار قدم مكعبة يوميًا)، مقابل 17.04 مليارًا (3.3 مليار قدم مكعبة يوميًا) في النصف المقارن من 2025، بمقدار انخفاض سنوي 1.33 مليار متر مكعب.
وفي الربع الثاني وحده، تراجع الاستهلاك إلى 8.01 مليار متر مكعب، مقابل 8.98 مليارًا في الربع نفسه من العام الماضي، وفقًا للأرقام الصادرة من مبادرة بيانات المنظمات المشتركة (جودي).
وجاء ذلك مع تراجع استهلاك شهر يونيو/حزيران الماضي إلى 2.69 مليار متر مكعب، مقابل 2.751 مليارًا في الشهر السابق له، وفقًا لما يستعرضه الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة:
مؤشرات إيجابية في 2025
تبذل مصر جهودًا متواصلة لزيادة إنتاجها من الغاز لتحقيق التوازن بين العرض والطلب، وبالتبعية تقليل فاتورة الواردات.
وفي الأشهر الأخيرة، نجحت القاهرة في إضافة نحو 60 مليون قدم مكعبة يوميًا إلى إنتاج حقل ظهر بعد إعادة المسار ببئر "ظهر 6"، وتُتَوقَّع إضافة 60 إلى 100 مليون قدم مكعبة يوميًا أخرى مع مؤشرات نجاح أعمال حفر بئر "ظهر 9".
وجاء ذلك مع نجاح مصر -أيضًا- في يونيو/حزيران الماضي بوضع أول بئر من أعمال تطوير المرحلة الـ11 بامتياز غرب الدلتا على خريطة الإنتاج، بمعدلات إنتاج 40 مليون قدم مكعبة يوميًا.
كما شهدت البلاد في يوليو/تموز (2025) إعلان الوصول إلى اكتشاف غاز في بئر "بيجونيا-2" باحتياطيات 9 مليارات قدم مكعبة قياسية، بالتعاون مع شركة دانة غاز الإماراتية، وذلك ضمن برنامج استثماري للشركة 100 مليون دولار.
ومن المقدَّر أن تضيف البئر الجديدة "بيجونيا-2" نحو 5 ملايين قدم مكعبة يوميًا للإنتاج، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وفي أغسطس/آب الجاري، استطاعت شركة الوسطاني للبترول في إعادة إنتاج البئر "بلسم-3" بعد أن كانت مرشحة للردم والهجر الدائم (P&A)، وهو ما يدعم احتياطيات مصر من الغاز بأكثر من 4 مليارات قدم مكعبة.
كما شهد الشهر نفسه إعلان شركة "ويبكو" -التابعة لقطاع النفط المصري- اختبارَ البئر التنموية (10-5st)، ووضعها على خريطة الإنتاج بمعدلات تشغيل حالية تصل إلى 12 مليون قدم مكعبة يوميًا.
وفي السياق ذاته، انطلقت أعمال تطوير اكتشاف حقل غرب مينا للغاز الطبيعي باحتياطيات تُقدَّر بنحو تريليونَي قدم مكعبة قياسية، بالتعاون مع شركة "شل" العالمية بنسبة شراكة 60%، وشركة كوفبك المحدودة بنسبة 40%، والشركة القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس).
وتتوقع الحكومة المصرية بدء الإنتاج من الحقل قبل نهاية 2025، بمعدل ما بين 150 و200 مليون قدم مكعبة يوميًا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
