يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى عقد لقاء ثلاثي يجمعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وذلك بعد اللقاء المنفصل معهما للتوصل إلى حل لإنهاء الحرب بين البلدين المشتعلة منذ فبراير 2022، لكن يواجه سيد الكرملين مشكلة حول موقع المفاوضات وذلك بسبب المذكرة التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضده بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
اجتماع ثلاثي مرتقب بين ترامب وبوتين وزيلينسكي
وكشف ترامب يوم الاثنين أنه اتصل بالزعيم الروسي "لبدء الترتيبات" خلال اجتماعه في البيت الأبيض مع زيلينسكي ومجموعة من الزعماء الأوروبيين.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف : "لا نرفض أي صيغة، لا ثنائية ولا ثلاثية" . لكنه حذّر من أن أي قمة يجب أن تُحضّر "خطوة بخطوة، تدريجيًا، بدءًا من مستوى الخبراء، ثم اتباع جميع الخطوات اللازمة".
وأضاف لافروف في حديثه لقناة روسيا 24 التلفزيونية الرسمية أن "الاتصالات التي تشمل كبار المسؤولين يجب أن يتم إعدادها بأقصى درجات العناية".
وبدوره، قال زيلينسكي إنه "مستعد" للقاء بوتن، لكن من غير الواضح أين سيعقد مثل هذا الاجتماع.
يواجه بوتين مذكرة توقيف أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية عام 2023، بتهمة ارتكاب جريمة حرب، وهي ترحيل أطفال أوكرانيين بشكل غير قانوني. ويُلزم هذا الأمر الدول الـ 125 الأعضاء في المحكمة، بموجب نظام روما الأساسي، باعتقال الزعيم الروسي ونقله إلى لاهاي لمحاكمته إذا وطأت قدماه أراضيها.
مكان محايد للقاء بين ترامب وبوتين وزيلينسكي
وقال ترامب يوم الاثنين إن الموقع "سيتم تحديده لاحقًا"، وأن البحث عن مكان محايد تحول بالفعل إلى لعبة تخمين دبلوماسية خاصة به.
وقال مسؤول كبير في الإدارة لشبكة إن بي سي نيوز إن البيت الأبيض يبحث بنشاط عن مكان وتاريخ للاجتماع.
وأضاف المسؤول أن العاصمة المجرية بودابست وجنيف في سويسرا كانتا من بين المواقع التي نوقشت. إضافةً إلى ذلك، عرضت عدة دول استضافة الحدث.
ورفعت سويسرا، التي سبق أن رشحها ستاب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كمكان محتمل لاستضافة الاجتماع، يدها.
السعودية وقطر مرشحان لاستضافة القمة الثلاثية
ورغم أن رومانيا من الدول الموقعة على اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية، فإن البلاد قد ترحب ببوتين لحضور القمة نظرا لأنه سيأتي لأغراض السلام، وفقا لوزير الخارجية إجنازيو كاسيس.
وقال كاسيس لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية "إن هدف استقبال بوتين في سويسرا دون اعتقاله قابل للتحقيق بنسبة مائة بالمائة".
كما عرض الزعيم النمساوي دعم بلاده التي وقفت على خط الفصل بين أوروبا الشرقية الشيوعية والغرب الرأسمالي خلال الحرب الباردة.
وذكرت وسائل إعلام أميركية، إنه قد يكون الخيار الأكثر أمانًا هو تركيا، التي استضافت قممًا سابقة بين أوكرانيا وروسيا، أو قطر، التي اعتادت بالفعل استضافة مفاوضات متوترة بين الأطراف المتحاربة كمكان للمحادثات بين إسرائيل وحماس. وتركيا وقطر ليستا عضوين في المحكمة الجنائية الدولية.
واقترح سيرجي ماركوف، المستشار السابق للكرملين، عقد قمة في نهاية أغسطس وأن تستضيفها المملكة العربية السعودية.
كما أن الولايات المتحدة ليست من الدول الموقعة على اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية، وقد سافر بوتن وزيلينسكي إلى هناك في الأيام الأخيرة.