تعرض طفلان في أعمار حرجة، اليوم الأربعاء، للدغ عقارب سامة في قرية الكفاح التابعة لمركز الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، ليضيفا حالتين جديدتين إلى سجل حافل من الإصابات التي سجلتها المحافظة خلال الشهر الأخير، والتي وصلت إلى 74 حالة لدغ بين عقارب وثعابين سامة.
نقل عاجل إلى المستشفى
وصل إلى الأجهزة الأمنية بالمحافظة إخطار من شرطة النجدة يفيد بنقل الطفل شمس وجدي عزت (عام واحد) والطفل زياد رضا جلال (5 أعوام) إلى مستشفى الفرافرة المركزي في حالة حرجة، عقب تعرضهما للدغ عقارب سامة داخل منازلهما بقرية الكفاح.
جرى نقل الطفلين فور وصول الإسعاف، حيث تلقيا العلاج الفوري والمصل المضاد لسم العقارب، وسط متابعة طبية مكثفة لحالتيهما الصحية التي استقرت نسبياً بعد تلقي العلاج اللازم.
أرقام مُقلقة وسط موجة حر شديدة
كشفت إحصائيات رسمية أن محافظة الوادي الجديد شهدت خلال الثلاثين يوماً الماضية تعرض 74 شخصاً للدغات من العقارب السامة وثعبان "الطريشة" القاتل، في ارتفاع ملحوظ عن المعدلات المعتادة.
تزامنت هذه الزيادة الحادة في حالات اللدغ مع موجة الحر الشديدة التي تجتاح المحافظة والبلاد، حيث تدفع درجات الحرارة المرتفعة الكائنات السامة للخروج من مخابئها بحثاً عن الماء وأماكن أكثر برودة، مما يزيد من احتمالية تفاعلها مع السكان.
تحديات الصحراء الغربية
تواجه المناطق النائية في الوادي الجديد تحديات خاصة في التعامل مع هذه الكائنات السامة، خاصة في القرى الصحراوية النائية مثل الكفاح، حيث تقل الخدمات الطبية المتخصصة ويعتمد السكان على النقل السريع إلى المستشفيات المركزية للحصول على العلاج المناسب.
يشكل عامل الوقت عنصراً حاسماً في حالات لدغات العقارب، خاصة عند الأطفال الصغار الذين تكون أجسامهم أكثر حساسية لتأثير السموم، مما يستدعي تدخلاً طبياً سريعاً وفعالاً.
الوادي الجديد ومعركة العقارب
تمثل العقارب خطراً مستمراً على سكان الوادي الجديد منذ عقود، خاصة في القرى المتطرفة، حيث تسببت في وفاة العديد من الأطفال. ومن بين 1500 نوع من العقارب المنتجة للسموم حول العالم، تتركز الأنواع الأكثر خطورة في الصحاري والبيئات الحارة مثل الصحراء الغربية.
شهدت السنوات الأخيرة جهوداً مكثفة لمواجهة هذا التهديد، حيث انطلقت مشروعات متخصصة في محافظة الوادي الجديد تعتمد على صيد العقارب واستخلاب سمها لتخليص الأهالي من لدغاتها.
كما بدأ باحثون مصريون في إنشاء مختبرات متخصصة في عمق الصحراء الغربية لاستخراج سم العقارب وتحويله إلى مصادر دخل، في محاولة لتحويل هذا التهديد إلى فرصة اقتصادية.
وتشكل الصحراء الغربية، التي تغطي نحو 44% من مساحة مصر، موطناً طبيعياً لأنواع متعددة من العقارب السامة، مما يجعل من التعايش مع هذا التحدي ضرورة حتمية لسكان المنطقة عبر التاريخ.