شهدت الساعات الماضية تنفيذ حكم الإعدام بحق القاضي السابق أيمن عبد الفتاح حجاج وشريكه حسين الغرابلي، المدانين بقتل الإعلامية شيماء جمال ودفن جثمانها داخل مزرعة نائية بمنطقة البدرشين في الجيزة، وذلك بعد أن أصدرت محكمة النقض حكمها النهائي البات برفض طعن المتهمين وتأييد حكم محكمة الجنايات الصادر بإعدامهما شنقًا.
حيثيات محكمة النقض تكشف الأدلة
وأكدت محكمة النقض، برئاسة المستشار وليد حسن حمزة وعضوية المستشارين وائل شوقي وهاني مختار وطارق مصطفى وتامر محمود، أن حكم الجنايات استند إلى أدلة راسخة وقرائن دامغة تثبت ارتكاب الجريمة، مشيرة إلى أن قضاءها بني على يقين جازم لا على الشك أو الاحتمال.
ورفضت المحكمة كافة دفوع المتهمين التي حاولت التشكيك في الواقعة، وأكدت توافر ظرف سبق الإصرار والترصد واتفاق المتهمين على التخلص من المجني عليها، بعدما هددت زوجها القاضي السابق بفضح أسراره.
الرد على دفوع الدفاع
أوضحت المحكمة في حيثياتها أن ما ساقه الدفاع بشأن الدفاع الشرعي أو إصابة المتهم الأول باضطراب نفسي لا يقوم على أي أساس قانوني أو طبي، لاسيما أنه أقر أمام هيئة المحكمة بارتكاب الجريمة بكامل قواه العقلية.
كما أكدت أن أقوال الشهود جاءت متسقة ومتطابقة مع ما ورد في تحقيقات النيابة العامة، فيما أثبت تقرير الصفة التشريحية أن الضحية تعرضت للضرب والخنق حتى لفظت أنفاسها الأخيرة قبل دفنها في حفرة جرى إعدادها مسبقًا.
تفاصيل الجريمة واتهامات النيابة
وجهت النيابة العامة للمتهمين في القضية رقم 10229 لسنة 2022 جنايات البدرشين، تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، بعد أن أعدا العدة للجريمة مستخدمين أدوات حفر ومواد حارقة لإخفاء معالم الجثمان.
وتعود أحداث الواقعة إلى يونيو 2022 حين اختفت المذيعة شيماء جمال في ظروف غامضة، قبل أن تكشف التحقيقات لاحقًا تورط زوجها القاضي السابق وشريكه في استدراجها إلى مزرعة بمنطقة البدرشين وقتلها ودفنها.
ردود فعل أسرة شيماء جمال
عقب تنفيذ حكم الإعدام، أعربت أسرة الإعلامية الراحلة عن ارتياحها لقصاص العدالة، حيث نشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي رسائل تعبر عن شعورهم بالإنصاف، وكتب أحد أقاربها: "الله أكبر ولله الحمد.. تم القصاص العادل بحق قاتل شيماء جمال".
إرث قضية هزت المجتمع
تعد جريمة مقتل شيماء جمال واحدة من أبشع القضايا التي شغلت الرأي العام المصري خلال الأعوام الأخيرة، نظرًا لبشاعة تفاصيلها وكون أحد المتورطين فيها قاضيًا سابقًا، وهو ما سلط الضوء على خطورة جرائم العنف الأسري عندما تتفاقم الخلافات إلى حد ارتكاب جرائم قتل مكتملة الأركان.
