لا يمر يوم في مصر إلا وتبرهن فيه وزارة الداخلية على قدرتها الفائقة في مواجهة الجريمة، وملاحقة الخارجين عن القانون أينما وجدوا، لتظل مصر نموذجاً للأمن والاستقرار في محيط إقليمي مضطرب.
وفي أقل من 24 ساعة فقط، جسدت الأجهزة الأمنية ملحمة جديدة من الردع الاستباقي، مزجت فيها بين العمل الميداني القوي في مواجهة أخطر البؤر الإجرامية، والتدخل السريع لحماية المواطنين من الجرائم المستحدثة على الفضاء الإلكتروني، فضلاً عن التصدي للانحرافات الأخلاقية، وإنقاذ الأطفال من شبكات التسول والاستغلال.
اللافت أن هذه النجاحات الأمنية المتعددة لم تأتِ بمعزل عن استراتيجية وزارة الداخلية التي تقوم على اليقظة المستمرة وتوظيف المعلومات والتحريات الدقيقة، حيث تعمل الأجهزة المختصة على مدار الساعة لرصد أي نشاط إجرامي مهما كان صغيراً، وتتحرك فوراً لإفشاله أو ضبط مرتكبيه.
وهو ما يعكس تطوراً كبيراً في أسلوب المواجهة الأمنية، يقوم على التنوع والتوازي بمعنى أن الوزارة لا تركز على ملف واحد وتغفل غيره، بل تضرب في كل الاتجاهات بآن واحد، لتؤكد أن يد القانون قادرة على الردع في البر والبحر والفضاء الرقمي.
ففي الوقت الذي تمكنت فيه قوات مكافحة المخدرات والأسلحة بالتنسيق مع قطاع الأمن المركزي من تصفية أخطر بؤرة إجرامية على ضفاف نهر النيل بين محافظتي المنوفية والقليوبية، كانت أجهزة أخرى من الوزارة تتحرك في القاهرة والجيزة لكشف وقائع تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين محتوى خادش للحياء، وحوادث مرورية، ومشاجرات تطورت إلى استخدام أسلحة بيضاء.
وفي السياق ذاته، وجهت وزارة الداخلية ضربة استباقية لشبكة تستغل الأطفال في أعمال التسول وبيع السلع بشكل إلحاحي، مؤكدة أن حماية الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع جزء لا يتجزأ من منظومة الأمن.
وإذا كانت مواجهة الجريمة التقليدية مثل الاتجار في المخدرات أو السلاح تتطلب جهداً معلوماتياً وميدانياً مكثفاً، فإن التعامل مع الجرائم المستحدثة عبر الإنترنت يحتاج يقظة من نوع آخر، وقد أثبتت الوزارة أنها تسابق الزمن لمواكبة هذه التحديات، حيث لا تقل خطورة المحتوى المنحرف أو الخادش للحياء عن خطورة تجارة السموم، إذ إن تأثيره يمتد إلى ملايين المتابعين عبر الفضاء الإلكتروني.
إن قراءة ما جرى خلال 24 ساعة تكشف أن وزارة الداخلية لم تترك شاردة ولا واردة إلا وتعاملت معها بالقانون، بدءاً من مواجهة العناصر الإجرامية المسلحة التي تهدد حياة المواطنين، مروراً بضبط المتهمين في وقائع مشاجرات وتحرش مروري، وصولاً إلى مواجهة من يحاولون استغلال الأطفال أو نشر الانحراف الأخلاقي على مواقع التواصل الاجتماعي.
وهذه الرسالة الأمنية الصارمة تترجم في النهاية إلى طمأنينة عامة يشعر بها المواطن، الذي يرى أن أجهزة الدولة موجودة وقادرة على حماية أمنه وحياته وكرامته.
تصفية أخطر بؤرة إجرامية لتجارة المخدرات والسلاح
تمكن قطاع مكافحة المخدرات والأسلحة والذخائر غير المرخصة بالتنسيق مع قطاعات الوزارة المعنية من رصد وضبط أخطر بؤرة إجرامية على ضفاف نهر النيل بين المنوفية والقليوبية.
البؤرة ضمت 8 عناصر إجرامية شديدة الخطورة سبق اتهامهم والحكم عليهم في جنايات (قتل – مخدرات – مقاومة سلطات – سلاح – سرقة بالإكراه – سرقة وسائل نقل). واستغل المتهمون الجزر النيلية وقوارب سريعة للتنقل والهرب من الملاحقات الأمنية.
وعقب استهدافهم بمشاركة قطاع الأمن المركزي، بادر الجناة بإطلاق وابل من الأعيرة النارية تجاه القوات، فتم الرد عليهم ليلقوا مصرعهم جميعاً. وضُبط بحوزتهم:
125 كجم مواد مخدرة متنوعة (هيدرو – هيروين – آيس – حشيش) بقيمة مالية تقارب 16 مليون جنيه.
8 قطع أسلحة نارية (6 بنادق آلية – 2 خرطوش).
ضبط راقصة تبث محتوى خادشا وتتاجر بالمخدرات
أكدت تحريات الإدارة العامة لحماية الآداب قيام إحدى الراقصات بنشر مقاطع فيديو خادشة للحياء عبر منصات التواصل الاجتماعي، بهدف جذب المشاهدات وتحقيق أرباح مالية.
تم ضبطها بدائرة قسم الأهرام بالجيزة، وعُثر بحوزتها على هاتفين محمولين يحويان دلائل رقمية على نشاطها، إضافة إلى كمية من مخدر الحشيش.
وبمواجهتها أقرت بالتعاطي ونشر الفيديوهات الخادشة لزيادة نسب المشاهدة.
قضايا السوشيال ميديا.. من أقفال السيارات إلى المضايقات المرورية
قيد إطارات السيارات بالجيزة: ضبط عاطل ظهر في مقطع فيديو يضع أقفالاً حديدية على السيارات مقابل المال.
مضايقة سيدة بمدينة نصر: ضبط قائد سيارة بعد مضايقته لسيدة ومنعها من المرور لخلاف على أولوية السير.
حادث الفشن ببني سويف: ضبط سيارة اصطدمت بدراجة نارية وتسببت في إصابة شخصين، وتبين أن قائدها لا يحمل رخصة قيادة وكان بصحبة نجل مالكتها.
مشاجرات وإشهار أسلحة بيضاء
الشرقية: مشاجرة بين جيران تخللها التلويح بسلاح أبيض.
الشيخ زايد: مشاجرة بين 9 أشخاص، أحدهم أجنبي الجنسية، استخدموا أسلحة بيضاء وعصي خشبية.
حلوان: سمكري "له معلومات جنائية" حاول التعدي على مالك محل باستخدام سلاح أبيض بسبب خلاف تجاري.
جميع الأطراف تم ضبطهم واتخاذ الإجراءات القانونية.
ضبط صانعة محتوى تبث ألفاظاً خادشة
تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط صانعة محتوى مقيمة بالقاهرة نشرت مقاطع تتضمن ألفاظاً خادشة للحياء بهدف زيادة المشاهدات وتحقيق أرباح. وبمواجهتها اعترفت بارتكاب الجريمة.
استغلال الأطفال في التسول.. سقوط شبكة خطيرة
نجحت الإدارة العامة لمباحث رعاية الأحداث في ضبط 5 متهمين بينهم 4 لهم معلومات جنائية، لاستغلالهم 8 أطفال أحداث في أعمال التسول وبيع سلع بشكل إلحاحي بمناطق (عابدين – الطالبية – العجوزة).
تم تسليم الأطفال لذويهم، بينما أُحيل من تعذر الوصول لأسرهم إلى دور الرعاية بالتنسيق مع الجهات المعنية.
خبراء أمنيون: الضربات تعكس استراتيجية الردع الشامل
قال اللواء محمد عبد العظيم، الخبير الأمني في تصريحات صحفية إن نجاح الداخلية في تصفية أخطر بؤرة إجرامية على نهر النيل يؤكد جاهزية الوزارة لتنفيذ استراتيجية "الضربة الاستباقية" التي تمنع الجريمة قبل وقوعها.
وأضاف اللواء أحمد زكريا، مساعد وزير الداخلية الأسبق في تصريحات صحفية أن مواجهة الجريمة الرقمية وضبط صانعي المحتوى الخادش باتت ضرورة في ظل محاولات البعض استغلال الإنترنت لنشر سلوكيات منحرفة، مؤكداً أن "الداخلية لا تفرق بين جريمة ترتكب في الشارع أو على منصات التواصل".
الوقائع التي كشفتها وزارة الداخلية خلال 24 ساعة فقط تؤكد أن أجهزة الأمن تعمل بمنهجية متوازية، تجمع بين المواجهة الميدانية للجريمة التقليدية وضبط الجرائم المستحدثة على الإنترنت، إلى جانب حماية الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل الأطفال.
وبهذه الرسائل الأمنية الواضحة، تؤكد وزارة الداخلية أنه لا ملاذ آمناً للمجرمين مهما اختلفت أساليبهم أو أماكنهم، وأن الأمن المصري حاضر وقادر على فرض هيبة القانون وحماية المجتمع.
