في خضم تصاعد الجدل داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن الجيش يحظى بدعم كامل من القيادة السياسية، مشددًا على أهمية التعاون والوحدة بين الحكومة والمؤسسة العسكرية في هذه المرحلة الحرجة.
وقال كاتس، في منشور له على منصة "إكس" صباح الأحد، إن الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته بكل قوة بهدف "هزيمة حركة حماس، وتحرير جميع الأسرى الإسرائيليين، وإنهاء الحرب وفقًا للشروط التي وضعتها إسرائيل".
وأضاف: "يقع على عاتقنا جميعًا أن نحيي قادة وجنود الجيش، من النظاميين والاحتياط والقدامى، الذين يقاتلون ببسالة من أجل أمن إسرائيل".
وجاءت تصريحات وزير الدفاع ردًا غير مباشر على تسريبات إعلامية إسرائيلية أفادت بحدوث خلافات حادة داخل اجتماع مجلس الوزراء الأمني المصغر، خصوصًا بين كاتس ووزير المالية المتشدد بتسلئيل سموتريتش، وبحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حول خطط الجيش للسيطرة الكاملة على مدينة غزة.
وتزامن ذلك مع ما نقلته مصادر عسكرية إسرائيلية عن تقديرات داخل الجيش تشير إلى أن السيطرة على مدينة غزة، في حال تنفيذها، قد تستغرق سنة أو أكثر، وهو ما يزيد من تعقيدات الوضع العسكري والسياسي بالنسبة للحكومة الإسرائيلية، التي تواجه ضغوطًا محلية ودولية متصاعدة.
وتتعرض حكومة بنيامين نتنياهو لضغوط متزايدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من أجل تأمين إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، وإنهاء الحرب، وسط مخاوف من اتساع رقعة القتال وتزايد الخسائر.
ورغم مرور عدة أشهر على انطلاق مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، بوساطة مصرية وقطرية، لم تحقق تلك المحادثات أي نتائج ملموسة حتى الآن. ومع ذلك، كانت حماس قد أعلنت في وقت سابق من الأسبوع الماضي أنها قدمت "ردًا إيجابيًا" على مقترح معدل لوقف إطلاق النار، يُقال إنه نُوقش مسبقًا من جانب المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
لكن هذا التطور لم يلق استجابة فورية من الجانب الإسرائيلي، الذي يبدو أنه لا يزال يضع الشروط الأمنية والعسكرية في صدارة أولوياته، خاصة في ظل انقسام داخلي حاد بشأن الأهداف النهائية للحرب، وطريقة التعامل مع قطاع غزة في مرحلة ما بعد العمليات العسكرية.