في لحظة واحدة، انهار عالم بأكمله، منزل كان يفترض أن يكون ملاذاً آمناً، تحول إلى مسرحٍ لجريمة هزت القلوب، من بين جدران الحب والذكريات، خرج صوت الرصاص لينهي حياة دينا علاء، الأم والبطلة ولاعبة الجودو التي لطالما عرفت بابتسامتها الهادئة وروحها المضيئة، لم تكن مجرد رياضية ناجحة أو زوجة محبة، بل كانت أمًّا مخلصة لتوأم لم يدرك بعد حجم الفاجعة التي حلت بعالمه.
ما بين مشاعر الفقد والذهول، يقف الجميع أمام سؤال صعب: كيف يتحول الحب إلى رصاصة؟ وما الذي يدفع زوجاً كان يومًا مصدر فخرها، لأن يكون يدها التي أزهقت بها الحياة؟.
صفاتها الإنسانية الرفيعة
خيمت حالة من الصدمة على أصدقائها ومحبّيها في نادي سموحة بالإسكندرية عقب وفاتها، حيث تركزت كلمات النعي على صفاتها الإنسانية الرفيعة، أمومتها المخلصة لطفليها التوأم، ووفائها لزوجها الذي تحول إلى المتهم في مقتلها.
اللافت أن آخر منشورات دينا عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أيام قليلة من الحادث وصفت الزوج بـ"أعظم إنجازاتها"، مع غموض الأسباب وراء الجريمة، لم تظهر الصورة كاملة بعد عن دوافع الحادث المأساوي الذي هز المقربين منها.
عدم وضوح كافة التفاصيل
يعتبر الزوج هو المتهم الرئيسي بالقضية، ولا يزال يرقد في غرفة العناية المركزة تحت مراقبة طبية بعدما حاول إنهاء حياته بإطلاق النار على نفسه، ورغم عدم وضوح كافة التفاصيل، بدأت التحقيقات الأولية مع شهود العيان بإلقاء الضوء على بعض خيوط الواقعة.
أشارت المعلومات إلى أن دينا أجرت مكالمة هاتفية مستعجلة مع والدها تطلب خلالها المساعدة بعدما أشهر زوجها سلاحاً في وجهها، حيث قام والدها بدوره أبلغ شقيقيها بسرعة التحرك إلى منزلها بمنطقة جناكليس.
وقعت الحادثة أمام التوأمين، حيث بدأ الزوج بالصلاة والغوص في قراءة القرآن قبل أن يشهر سلاحه باتجاه الطفلين في تصرف أثار غضب الأم، وألقت دينا بنفسها دون تردد لإنقاذهما من الخطر، لتتلقى ثلاث رصاصات أنهت حياتها بينما عاش طفلاها لحظة درامية مؤلمة.
بعد سماع الجيران أصوات إطلاق النار، أقدموا على كسر صمت الشقة لنجدة الأسرة، وقام أحد الأطفال بفتح الباب، ليجدوا الأم غارقة في دمائها والزوج مصاباً بجروحه، لحظات بعدها وصل أشقاء دينا إلى المنزل.
باشرت النيابة جهودها لكشف الملابسات وراء هذه الجريمة البشعة؛ أمرت بفحص الجثة من قبل الطب الشرعي وإرسال السلاح المستخدم إلى الأدلة الجنائية لتطابقه مع الفوارغ المكتشفة في مكان الحادث.
توصلت المعلومات الأولية إلى حقيقة إصابة دينا علاء بثلاث طلقات نارية على يد زوجها الذي حاول بعدها إنهاء حياته في حضور طفليه الصغيرين، وفيما تكشف جهات التحقيق عن المزيد من حيثيات الواقعة، يستمر البحث في دوافع الجريمة التي لا تزال غير واضحة تماماً حتى الآن.
