أخبار عاجلة
أمطار خفيفة إلى متوسطة على مركز الشبحة بأملج -

محمود حامد يكتب: محطات فى مسيرة الدكتور رفعت السعيد المفكر المرموق والقائد العظيم والمعارض الوطنى

محمود حامد يكتب: محطات فى مسيرة الدكتور رفعت السعيد المفكر المرموق والقائد العظيم والمعارض الوطنى
محمود حامد يكتب: محطات فى مسيرة الدكتور رفعت السعيد المفكر المرموق والقائد العظيم والمعارض الوطنى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
667.jpg
د. رفعت السعيد

   فى 17 أغسطس فى كل عام، تأتى ذكرى الكاتب المرموق والاسم اللامع في عالم الصحافة والفكر والسياسة، الدكتور رفعت السعيد القائد الحزبى المحنك.. أيقونة اليسار المصرى.. خبير العمل التنظيمى الذى لا يشق له غبار.. المفكر الواعى بأولويات العمل السياسى.. الباحث المدقق في مجالاتٍ عدة.. معلمى الذى أفتخر به.. الإنسان ثم الإنسان والإنسان بكل معنى الكلمة وتجلياتها ومعانيها.. وغير ذلك كثير وكثير.

 فى ذكراه، نتوقف أمام محطات معينة فى محاولة لرسم صورة تليق به وبتاريخه المشرف.. قبل الحديث عن الداخل، معًا نتوجه إلى اليونان على الضفة الأخرى من البحر المتوسط، إذ كرمته جامعة أثينا تكريمًا فوق العادة فى احتفال مهيب كواحد من كبار المفكرين، فكان هو الثالث من المصريين الذى حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من الجامعة طوال المئة وخمسة وسبعين عامًا من عمرها. إذ نالها قبله المفكر الليبرالى الكبير أحمد لطفى السيد فى بداية القرن العشرين، ثم فى منتصف القرن نالها المفكر النقدى الرائع طه حسين.. و«يأتى رفعت السعيد ليكمل المثلث الذهبى فالقمم الثلاث هى قمم الفكر المصرى العقلانى» وفق تعبير رئيس قسم الدراسات التركية والآسيوية بكلية الفلسفة البروفسور يوانس مازيس فى كلمته أثناء احتفال تسليم شهادة الدكتوراه فى أبريل 2012. والتى قال فيها أيضاَ: «إن جامعة أثينا تفخر بتكريم هذا الرجل الذى وهب بلاده فكرًا تقدميًا بارزًا وأيضًا نضالًا ثابتًا ومستمرًا من أجل الديمقراطية والدولة المدنية.. إنه يجسد القيم الرفيعة التى تلخص خلود الحضارة المصرية كاملةً عبر سبعة آلاف سنة».

659.jpeg
مع عميدة كلية الفلسفة بجامعة أثينا ورئيس قسم الدراسات التركية والآسيوية بالكلية

صاحب فكر حر 

ومن حقنا أن نعتز ونفخر بالمرسوم الذى أصدره قسم الدراسات التركية والآسيوية الحديثة بكلية الفلسفة تحت رئاسة رئيس جامعة أثنيا، بعد صدور قرار بالإجماع بمنحه درجة الدكتوراه الفخرية، ونقرأ معًا: «لأن رفعت السعيد ابن مصر والذى عاش على ضفاف النيل ودرس القانون فى جامعة عين شمس بالقاهرة وحصل على درجتى الماجستير والدكتوراه من جامعتين عريقتين وعملاقتين فى ليبزج وبرلين، وواصل بحثه وفق قواعد علم التاريخ الذى وضعه وكوذيرس فأبدع كتابات عديدة ومتنوعة وعميقة تنتمى إلى مجد كيليو إلهة العلم، من خلال معالجاتها التاريخ المصرى والتاريخ الإسلامى، وهو صاحب فكر حر ومتحرر وحياة سياسية ثرية وعمل بالسياسة منذ صغره وعانى من سجون ومعتقلات لفترة طويلة وظل طوال حياته مكافحًا من أجل بناء دولة سيادة القانون والديمقراطية فى وطنه، فإننا نوجه له التحية ونمنحه درجة الدكتوراه الفخرية من الجامعة». 

655.jpeg
مع ورئيس قسم الدراسات التركية والآسيوية بالكلية أثناء منحه درجة الدكتوراه الفخرية

 

657.jpeg
قرار جامعة أثينا منح رفعت السعيد درجة الدكتوراه الفخرية

 

إننا إذن أمام واحد من عظماء مصر، قضى عمره كله، يبحث وينقب ويكتب في مجالات السياسة والثقافة والفكر والتنوير والوطنية المصرية، وسيظل التاريخ شاهدًا على أن رفعت السعيد خاض معركته ضد الإخوان قبل الزمان بزمان، وفى وقتٍ كان آخرون يهللون لهذه الجماعة المارقة، ولا ننسى أيضًا أنه صاحب مصطلح «المتأسلمين»، فهو أول من أطلقه على هؤلاء الإرهابيين الذين دأبوا على خلط الدين بالسياسة، وله في ذلك بحث متكامل يتضمن مراجع عديدة في اللغة العربية وأصل الكلمات، وقد أودع بحثه هذا في مجلس الشورى عندما كان عضوًا به.

وعلى ذكر الشورى، فقد مارس دوره كمعارض بمسئولية كبيرة تجاه الوطن والمواطن، ولم يمنعه تعيينه في الشورى من ممارسة هذا الدور، حتى أنه كان بآرائه وأفكاره التى يطرحها خلال جلسات المجلس، يسبب إزعاجًا لرئيس المجلس صفوت الشريف. حكى لى الراحل الوطنى الكبير محمد فريد خميس رئيس لجنة الصناعة في الشورى آنذاك أن الدكتور رفعت السعيد تشاور معه لإعداد مذكرة حول خطوات ضرورية لإنقاذ الصناعة المصرية، ووقع عليها عشرون عضوًا يتقدمهم فريد خميس، وعندما تم تقديمها، فوجئ بصفوت الشريف يقول له: «هو الدكتور رفعت بهت عليك؟!».

مع الفارس محيى الدين

ومن تصاريف القدر، مثلما جمع بينهما تاريخ طويل من العمل المشترك، فقد جمع بينهما أيضًا يوم ١٧ أغسطس، الذى يوافق هذا العام مرور مئة وثلاثة من الأعوام على ميلاد الفارس خالد محيى الدين، وثمانى سنوات على رحيل القائد والمعلم الدكتور رفعت السعيد.. وقد جمعت بينهما علاقة تاريخية نمت على مر الزمان حيث التوافق الفكرى والارتياح النفسى والاحترام المتبادل والثقة غير المحدودة فيما بينهما، فقد كان لكل تلك العوامل «مفعول السحر» ورسخت كل معانى الالتقاء الروحى بينهما فى علاقة قوية ومتينة ومبهرة كسبائك الذهب اللامع حتى آخر لحظة فى الحياة.

663.jpg
مع خالد محيى الدين

الإنسان بمعنى الكلمة

وتبقى صفته الإنسانية تعلو على كل الصفات، وهو ما لا يدركه ولا يفهمه كثيرون ممن اختاروا كيل الاتهامات دون وعى أو تمحيص.. ذات مرة، قررنا في «الأهالى» الاستغناء عن محررة تحت التمرين لأنها اعتادت أن تأتى بموضوعات سبق نشرها في صحف أخرى، لكنها بدلًا من أن تتعظ وتتعلم الدرس، بدأت في شن حملة على عدد من قيادات الحزب والجريدة، وخصت رفعت السعيد بالهجوم الأكبر، ورأى رئيس التحرير وقتها أن ننشر بروازًا، نكتب فيه: «تحذير.. فلانة الفلانية لم تعد تعمل بالجريدة وانتهت علاقتها نهائيًا بنا»، لكن رفعت السعيد رفض ذلك بشدة.. لماذا؟.. قال السعيد: «ماتنسوش إنها بنت، والناس ممكن تفهم أن استبعادها تم لأسباب أخلاقية.. كلنا عندنا بنات ولازم ندارى على بناتنا».

باقٍ أنت بيننا إلى يوم الدين مهما طال الرحيل، نتذكرك ويتذكرك كثيرون كلما كان الحديث عن هموم الوطن، ونراك دائمًا روحًا ترفرف على سماء الوطن.. سلامًا على روحك الخالدة وسلامًا على الصابرين.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق عاجل.. خصومات تصل لـ10%.. موعد طرح المرحلة الـ2 من مبادرة "بيتك في مصر" للمصريين بالخارج
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة