أخبار عاجلة
أفضل شهادات البنك الأهلي المصري 2025 -

رمزية قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين والصفقة التاريخية "الموعودة" للسلام!

رمزية قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين والصفقة التاريخية "الموعودة" للسلام!
رمزية قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين والصفقة التاريخية "الموعودة" للسلام!
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

انتهى اجتماع ترامب بوتين منذ أيام دون إحراز أي تقدم، مع استمرار الغموض بشأن جميع القضايا الحساسة التي استدعت لقاء القمة بين الرئيسين الأمريكي والروسي، مثل التنازلات عن الأراضي التي قيل إن ترامب سيطرحها على بوتين أو مطالبات روسيا بشأن الأقاليم التي خاضت من أجلها الحرب ضد كييف. كما اتضح أن ترامب استبعد أي قيود اقتصادية على روسيا لإجبارها على التفاوض، كما أنه لم يحدد بشكل عملي قواعد صفقة تاريخية روسية أمريكية مستقبلية، لا في مجال التجارة ولا في القضية الأمنية النووية ولا في السلام بين موسكو وكييف.

رغم الحصيلة الهزيلة للقمة فإن رمزية المكان الذي تم اختياره للقاء الرئيسين غير خافية. قاعدة إلمندورف ريتشاردسون المشتركة، وهي منشأة عسكرية أمريكية تقع على الحافة الشمالية لأكبر مدينة في ألاسكا من حيث عدد السكان، وهي أكبر قاعدة عسكرية في ألاسكا. وتبلغ مساحتها 64 ألف فدان، وتعدُّ موقعاً أمريكياً رئيسياً للتدريبات والاستعداد العسكري في القطب الشمالي، سبق أن قال عنها ترامب عندما زارها في ولايته الأولى عام 2019 إنها خط الدفاع الأول عن بلاده. لكن رمزية مكان القمة الثنائية بين زعيمي أكبر دولتين في العالم لم يقف هنا بل إنها تعود إلى 1867 عندما اشترت الحكومة الأمريكية ألاسكا مقابل حوالي 7 ملايين دولار من روسيا التي لا يفصل بينهما سوى 90 كيلومترًا، عند أضيق نقطة في مضيق بيرينج. وقد يكون لهذه الخلفية أكثر من معنى، عندما تركز القمة، وبعد 158 عاماً على آخر تبادل للأراضي، على إمكانية تبادل الأراضي بين روسيا وأوكرانيا!.

حالة شديدة السوء 

وبعيداً عن هذه الخلفية الرمزية للقمة، يعيش الأوكرانيون بعد ثلاث سنوات ونصف من الحرب في حالة شديدة السوء خسروا خلالها عشرات الآلاف من الضحايا ناهيك عن المشردين مع انتشار حالة من اليأس عكسها استطلاع جالوب الذي كشف مؤخراً أن حوالي 69% من الأوكرانيين يرغبون في التفاوض لإنهاء الحرب في مقابل 24% مازالوا يبحثون عن نصر أسطوري وقتال حتى النهاية. وتعكس نتيجة استطلاع الرأي تحولاً واضحاً فاضحاً حيث كان عدد الراغبين في استمرار الحرب عام 2022 يمثل 73% من أصوات الأوكرانيين. بل إن الأصوات التي أصبحت تطالب بالسلام الآن لا تمانع في التنازل عن أراضٍ أوكرانية بعد انهيار ثقتها في الحليف الرئيسي الأمريكي إلى حوالي 15% من 66% عام 2022!.

توقعات وأحلام وردية

كانت التوقعات الأوكرانية محملة بالأحلام الوردية حول التوصل إلى اتفاق نهائي، بما في ذلك التنازلات الإقليمية والعقوبات الثانوية والطاقة النووية والضمانات الأمنية واتفاقية التجارة. لكن المشهد النهائي للقمة اكتفى بإشارات الدبلوماسية الدافئة التي اتسم بها اللقاء دون مضمون حقيقي، بل تركت القمة من الأسئلة أكثر مما قدمت من الإجابات. وتبخرت تهديدات ترامب في الهواء بعد أن كان قد أعلن عن فرض عقوبات على موسكو في حال فشل مفاوضات ألاسكا لكنه عاد وأكد أنه ليس مضطرا للتفكير في فرض عقوبات مجددا بفضل ما حدث في اجتماعه مع بوتين. مع ذلك، لا توجد خطوة إلى الأمام بين البلدين مثل رفع بعض العقوبات أو استئناف التعاون الاقتصادي قبل عقد اتفاق سلام. وكانت مخاوف أوكرانيا والدول الأوروبية تخشى من أن يكون اختيار ألاسكا لعقد القمة الأمريكية الروسية مبنيا على ما سبق وأعلنه ترامب إبان تنصيبه من إمكانية عقد اتفاقية "براجماتية" بين واشنطن وموسكو تعلي المكاسب وتؤخر المطلب السياسي، بطرح تعاون مشترك لاستكشاف واستخراج المعادن النادرة والعديد من الموارد الطبيعية الأخرى في تلك المنطقة البكر والغنية بمواردها. 

حتى بالنسبة للحد الأدنى من انتظارات أوكرانيا وأوروبا وهو إعلان وقف إطلاق النار لحين التوصل إلى اتفاق سلام نهائي، لم يتحقق، وبالتالي فإن بوتين يحافظ على تقدمه العسكري في أوكرانيا إلى حين إشعار آخر. وهو ما اعتبرته أوكرانيا ودول الاتحاد الأوروبي انحيازا أمريكيا لجانب روسيا، بينما برره ترامب على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي بالسعي لإبرام اتفاق سلام شامل ينهي الحرب وليس مجرد وقف إطلاق نار غالبا لا يصمد. أما خيبة الأمل "الكبيرة" فهي الخاصة بما أعلنه ترامب مسبقا حول ضرورة تبادل الأراضي وازدهرت بشأنه الأحلام والتوقعات من كل جانب وسال حوله حبر المحللين وتفتقت خيالاتهم عن تصورات حول احتمالات تقديم أوكرانيا وروسيا تنازلات حول تبادل أراضي تضم أربعة مناطق إضافة إلى شبه جزيرة القرم.

صفقة كبرى مرتقبة

 لكن في النهاية، لا يبقى في الذاكرة من قمة ألاسكا إلا الإخراج الهوليوودي مثل الابتسامات والمصافحات والقفشات وسيارة "الوحش" التي امتطياها وقاذفات الشبح بي اثنين التي سارا تحتها ومقاتلات إف اثنين وعشرين التي أحاطت بهما. وجاء "المحصول" مجرد كلمات متناثرة هنا وهناك بأنه "لا خلاف" لكن "لا اتفاق أيضا"، ثم احتمالات حول صفقة كبرى مرتقبة ربما خلال الأيام المقبلة، مع توقعات بقمة ثلاثية مجددا ينضم إليها زيلينسكي، مع بوتين وترامب؛ لكن الأخير عاد ونفى مؤكداً أنه "لم نصل إلى هناك بعد" رغم إ حراز تقدم، ومرّر الكرة للرئيس الأوكراني قائلا إن الأمر يعتمد عليه لإنجاز هذا الأمر فاتحا المجال للدول الأوروبية حتى تتدخل "قليلا"!.

*كاتبة متخصصة فى الشأن الدولى

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الزمالك يدرس طلب خوض مواجهتي «تمهيدي» الكونفيدرالية في القاهرة
التالى عاجل- مجلس الوزراء يقر حزمة قرارات جديدة تشمل دعم التعليم والتوسع في الإسكان وتعزيز التمكين الاقتصادي وتطوير الخدمات الاجتماعية في اجتماعه الـ53 برئاسة مدبولي