في تحذير جديد يثير القلق في المنطقة، صرح مستشار عسكري بارز للمرشد الأعلى الإيراني، يحيى رحيم صفوي، أن "حربًا أخرى بين إيران وإسرائيل قد تقع في أي وقت".
وجاءت تصريحاته لتؤكد أن المنطقة ليست في حالة "وقف إطلاق نار"، بل في "مرحلة حرب"، حيث لم يتم التوصل إلى أي بروتوكول أو اتفاقية سلام بين طهران وخصومها الرئيسيين، الولايات المتحدة وإسرائيل.
هذا التصريح، الذي يعكس توترًا متصاعدًا، يفتح الباب أمام تساؤلات حول طبيعة الصراع المستقبلي واحتمال أن يكون الأخير من نوعه.
استراتيجية الردع الشامل: من الدبلوماسية إلى الفضاء السيبراني
يعتقد صفوي أن سياسة "السلام من خلال القوة" التي يتبناها الغرب تتطلب من إيران أن تكون قوية بدورها.
وفي هذا السياق، كشف عن استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز قدرات إيران في مختلف المجالات.
فإلى جانب القوة العسكرية التقليدية، أكد على أهمية تعزيز استراتيجية إيران الهجومية في الدبلوماسية، والإعلام، والصواريخ، والطائرات المسيرة، والفضاء السيبراني.
هذه الرؤية المتكاملة تشير إلى أن أي صراع مستقبلي لن يقتصر على المواجهات العسكرية المباشرة، بل سيمتد إلى حروب المعلومات والعمليات الاستخباراتية.
وتأتي تصريحات صفوي بعد أشهر قليلة من الصراع الذي دام 12 يومًا في يونيو 2025، والذي كشف عن مدى جاهزية الطرفين وقدرتهما على إلحاق الأضرار.
فبينما كان الهجوم الإسرائيلي يهدف إلى تعطيل البرنامج النووي الإيراني وتفكيك قدرات طهران الصاروخية، ردت إيران بإطلاق أكثر من 500 صاروخ باليستي و1100 طائرة مسيرة، ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة في إسرائيل.
هذه المواجهة كانت بمثابة إشارة واضحة على أن أي تصعيد مستقبلي سيكون أكثر تدميرًا وستكون عواقبه وخيمة على المنطقة بأكملها.
سباق نحو التسليح
تُعد التهديدات المتبادلة جزءًا أساسيًا من ديناميكية الصراع بين إيران وإسرائيل. ففي حين أن إيران تنفي سعيها لامتلاك أسلحة نووية، إلا أن خطواتها العملية، مثل تخصيب اليورانيوم إلى مستويات عالية وعرقلة عمل المفتشين الدوليين، تزيد من شكوك المجتمع الدولي.
من جهة أخرى، يرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن هذه الخطوات تشكل "تهديدًا وجوديًا" لإسرائيل، ويؤكد على استعداده للعمل "بالعزم نفسه، وبنفس الشدة" لإحباط أي محاولة لإعادة بناء البرنامج النووي الإيراني.
هذا السباق المحموم نحو التسليح يضع المنطقة على حافة الهاوية، ويجعل احتمالية اندلاع حرب جديدة أمرًا واردًا في أي لحظة.
