يبدو أن تنامي صوت لشخص يصرخ بالشارع، مرددًا: "حرامي.. موبايل اتسرق" أصبح من المشاهد المتكررة بشكل يومي بأنحاء الجمهورية، خاصة بعد انتشار ظاهرة سرقات الموبايلات بالمغافلة والخطف والسرقة بالإكراه على نطاق واسع، حيث يعتبرها العاطون والبلطجية "شغلانة بسيطة ومكسبها كبير".
انتشار جرائم سرقات الموبايلات
وتبلغ حجم تجارة سرقات الموبايلات أرقام ضخمة، فتصل البلاغات إلى ما يتراوح بين 100 و150 بلاغا في اليوم الواحد، أي ما يعادل 3 آلاف إلى 4500 بلاغ في الشهر.
ورغم انتشار ظاهرة سرقات الموبايلات بالمغافلة والخطف والسرقة بالإكراه على نطاق واسع، إلا أن وزارة الداخلية تضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن والمواطنين، وتضبط العديد من تلك القضايا بكل سهولة في ظل التطور التكنولوجي الحالي، ولكن البعض يتسائل حول كيف كانت هذه الظاهرة قبل عصر السوشيال ميديا، وظهور كاميرات المراقبة والتصوير بالموبايلات؟.
وفي هذا الصدد يستعرض "مصر تايمز" ظاهرة انتشار سرقات الموبايلات بالمغافلة والخطف والسرقة بالإكراه قبل عصر السوشيال ميديا، وظهور كاميرات المراقبة والتصوير بالموبايلات، وكيف كانت تواجه الأجهزة الأمنية تلك الظاهرة؟.
لم تكن سرقات الهواتف المحمولة منتشرة في مصر منذ بداية ظهوره، وربما قد تكون سرقة هاتف محمول ماركة (نوكيا 3310) أو (سامسونج الاريال)؛ معدومة أو غير موجودة بالمرة، لذا قلما تجد بلاغا أو بلاغين بسرقة هواتف محمولة.
ومع سرعة انتشار الهواتف المحمولة بمختلف أنواعها وأصبح شرائها ليس عائقا أمام جميع فئات المجتمع سواء كان البسطاء منهم أو الأغنياء، إضافة إلى التطور التكنولوجي الذي أحدث ضجة بين المواطنين، ما جعل الهاتف المحمول موجود في أيدي المواطنين بالاتوبيسات ومحطات المترو والمواصلات العامة على مدار 24 ساعة، وهو الأمر الذي ساهم في معدل انتشار جرائم سرقة الموبايلات.
ففي السابق، كانت البلاغات التي ترد إلى أقسام الشرطة بسرقات الهواتف المحمولة من محطات المترو والأتوبيسات، حيث كان الحرامي يستقل المركبة مع الضحية لتنفيذ مخططه الإجرامي وسرقة هاتفه من جيب الجاكيت أو من شنطة اليد من السيدات بأسلوب المغافلة.
وكان اللصوص في السابق يرتكبون جرائم السرقة إما بأسلوب "النشل أو المغافلة" لما لهم من مواصفات خاصة نتيجة خفة يدهم، حتى ينطبق عليهم المثل الشعبي الشهير القائل: "يسرقوا الكحل من العين"، لذا لم تظهر في ذلك الوقت سرقات الإكراه أو الخطف فالبلاغات جميعها كانت سرقة بالمغافلة أو النشل.
ولكن سرعان ما تطور الأمر وبدأت سرقات الهواتف المحمولة تنتشر بسرعة البرق في المجتمع وذلك عن طريق خطف الهاتف أو سرقته بالإكراه، خاصة أن عملية السرقة لا تتطلب إلا موتوسكل يركبه شخصان، الأول يقودها والآخر من خلفه "يخطف" الموبايل من الفتاة أو السيدة أو الشاب بينما هو يتحدث فيه أثناء وقوفه في الشارع، وبعدها يتم بيع الموبايل في سوق عبد العزيز أو أي من أسواق المستعمل مثل سوق الجمعة، لذا تجد أن آلاف البلاغات تملأ أدراج مباحث الاتصالات وأقسام الشرطة بسرقة الهواتف المحمولة.
وتنتشر عصابات سرقات الموبايلات في شتى أرجاء مصر، وتتكون في غلبيتها من العاطلين عن العمل، والمسجلين خطرا، ويقومون بإنفاق حصيلة السرقات على شراء المخدرات وأنواع الكيف المختلفة، خاصة "الهيروين"، والتي تقود مدمنيه إلى ارتكاب جرائم من بينها سرقة الهواتف المحمولة نظراً لخفة وزنها وسرعة بيعها من أجل "جرعة هيروين".
وكشف مصدر أمني مطلع عن أنه واقعة مثيرة، تمثلت في ورد بلاغ يفيد بسرقات هاتف محمول من سيدة داخل قاعة أفراح، وتبين من خلال التحريات والبحث أن نجل شقيقها وراء ارتكاب الواقعة، بأن سرق الهاتف من شنطة يدها بأسلوب المغافلة من أجل تعاطي "جرعة هيروين".
وأكد المصدر الأمني لـ"مصر تايمز" أن سرقات الهواتف المحمولة قبل عصر السوشيال ميديا كان يصعب على رجال المباحث الوصول إلى السارق، لأن غالباً كانت السرقة تحدث داخل أتوبيس أو ميكروباص فلا يوجد أي شيء يستطيعون الوصول من خلاله إلى الجاني.
وتابع: ولكن بعد سرعة انتشار كاميرات المراقبة والتصوير بالموبايلات مثلما حدث في واقعة عامل الديليفري الذي حاول سرقة هاتف محمول من شاب أمام مستشفى الزيتون بالأميرية بالإكراه وفر هارباً تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبطه قبل مرور 24 ساعة.
وأضاف أن كاميرات المراقبة ساعدت الأجهزة الأمنية في كشف العديد من الجرائم، وملاحقة المهمين وسرعة تتبعهم وضبطهم، مؤكدًا أن التطور التكنولوجي ساهم بشكل كبير من خلال استخدام التقنيات الحديثة في كشف الجرائم وتقليها وسرعة ضبط مرتكبيها.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.