أخبار عاجلة

فوائد مذهلة للبشرة والشعر.. رحلة الفول من المقابر الفرعونية إلى المطاعم العالمية

فوائد مذهلة للبشرة والشعر.. رحلة الفول من المقابر الفرعونية إلى المطاعم العالمية
فوائد مذهلة للبشرة والشعر.. رحلة الفول من المقابر الفرعونية إلى المطاعم العالمية

ارتبط  الفول بحياة المصريين ارتباطاً وثيقاً، ليس كمجرد وجبة غذائية، بل كرمز للهوية، وعلامة على الصمود والتراث.
في شوارع القاهرة عند الفجر، أو في قرى الصعيد عند الغروب، تظل رائحة الفول المدمس هي العطر الدائم الذي يستقطب الكبار والصغار بحياة المصريين ارتباطاً وثيقاً، ليس كمجرد وجبة غذائية، بل كرمز للهوية، وعلامة على الصمود والتراث.
في شوارع القاهرة عند الفجر، أو في قرى الصعيد عند الغروب، تظل رائحة الفول المدمس هي العطر الدائم الذي يستقطب الكبار والصغار، ويتناقله الباعة على عربات زينتها ألوان الخيامية في رمضان، مرددين "فول وبليلة" في مشهد مبهج يمكن رؤيته من نوافذ البيوت. 

تاريخ زراعة الفول في التربة المصرية 

يعود تاريخ الفول في مصر إلى الفراعنة ، حيث تشير الاكتشافات الأثرية إلى وجود بذوره في مقابر الأسرة الثانية عشرة، كما قدمه المصريون القدماء قرباناً للموتى وزودوا به معابد الإله آمون في طيبة . 
أما كلمة "فول" نفسها فهي فرعونية الأصل، بينما "مدمس" مشتقة من الكلمة القبطية "مدس" بمعنى "مدفون" في إشارة لطريقة طهيه التقليدية تحت الرماد،  ورغم أنه كان في البداية علفاً للحيوانات، إلا أن المصريين حوّلوه إلى طبق رئيسي، خاصة في فترات المحن كاحتلال الهكسوس حيث أنقذهم من الجوع بفضل قيمته الغذائية العالية . 

وجبة  توحد المصريين 

في رمضان، يتحول الفول إلى ملك موائد السحور بلا منازع، يرتفع استهلاكه إلى ثلاثة أضعاف معدلاته العادية . هذه الوجبة التي تجمع الأسر حولها، اختارها الفقراء لرخص ثمنها، والجميع لعشقهم لطعمها وقدرتها على إشباع المعدة لساعات طويلة بفضل بطء هضمها . 
لا تقتصر أشكال الفول على "المدمس" وحده، بل تنوعت إلى "الفلافل" و"البصارة" و"الفول النابت" الذي ينقع لثلاثة أيام ثم يغلى مع السمن، وهو طبق تقليدي في صعيد مصر . حتى أن أغاني مثل "على عربية فول تلاقينا" أو أمثال "فولة واتقسمت نصين" تؤكد حضوره في الوجدان الشعبي . 

فوائد تتجاوز الشبع إلى الجمال 

لا تقتصر عظمة الفول على كونه مصدراً اقتصادياً للبروتين البديل عن اللحوم ، بل تمتد فوائده إلى مجالات الجمال. فماء الفول المنقوع يعالج تساقط الشعر ويمنحه اللمعان بفضل فيتامين E والأرجنين المحفز للكولاجين . أما الفول المطحون، عند تحويله إلى أقنعة، فيفتح البشرة ويوحد لونها ويحارب الشيخوخة بفضل مضادات الأكسدة مثل الريسفيراترول . حتى أن فيتامين C فيه يحمي البشرة من أضرار الشمس، والزنك يشفي الالتهابات الجلدية . 

وظلت مصر تحافظ على زراعة الفول البلدي عبر القرون، مع تحديد دقيق لمواعيد الزراعة: من ١ إلى ١٥ أكتوبر في الصعيد، ومن ١ إلى ١٥ نوفمبر في الوجه البحري . هذه الدقة نابعة من حساسية المحصول للعوامل الجوية التي تؤثر على مقاومته للأمراض مثل "التبقع البني" أو "الذبول" . وتسعى الحكومة اليوم لتحقيق الاكتفاء الذاتي منه عبر أصناف جديدة عالية الإنتاجية، مع التشديد على معاملة البذور ببكتيريا العقد الجذرية لتعزيز نموها . 

رحلة الفول من القدر الفخارية إلى المعلبات الحديثة

من قدر الفول الفخاري الذي كان يطهى في جمر حارة المستوقد بالقاهرة القديمة ، إلى المعلبات الحديثة، بقي الفول صامداً في بيوت المصريين. إنه أكثر من طبق؛ إنه حكاية شعب صنع من البقوليات البسيطة تراثاً يتناقله الأبناء، ويُغنى له، ويُضحك عليه بأمثال ساخرة، ويُقدس في شهر الصيام. الفول، باختصار، هو الرفيق الذي روى للمصريين تاريخهم، وأشبع أجسادهم، وزين مظاهرهم، وسيبقى دائماً على موائدهم، شاهدا على إبداع بسيط لا يفنى.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مقتل 8 فلسطينيين في قصف إسرائيلي متواصل على غزة
التالى بعد ارتباطه بـ الزمالك.. بيرسي تاو يعلن عن ناديه الجديد