أكد اللواء محمد الصمادي، الخبير العسكري أن الهجوم الإسرائيلي على حي الزيتون وحي الصبرة له دلالات استراتيجية عميقة مشيرا إلى أن هناك تبدلًا استراتيجيًا في حسابات الاحتلال وفي التوقيت.
وقال الصمادي في مداخلة مع قناة "العربي": "كانت النية أن يكون العمل العسكري في بدايات شهر أكتوبر، ولكن الآن أعتقد أن جيش الاحتلال رأى فرصة عملياتية، بالإضافة إلى أن هناك ضغوطًا سياسية استعجلت بدء العملية".
وأضاف: "هناك مؤشرات على أن العملية قد بدأت ولو بشكل غير معلن لاحتلال مدينة غزة حي الزيتون له أهمية كبيرة جدًا من حيث الموقع الجغرافي، إذ يلامس محور نتساريم، ويشكّل قلب مدينة غزة، بالإضافة إلى حي الصبرة".
وتابع: "إذا كانت العملية محدودة فقد تستغرق من ثلاثة إلى سبعة أيام، وهذا يعتمد على النجاحات التي يمكن أن يحققها جيش الاحتلال، أما إذا كانت العملية موسعة فقد تستغرق مدة شهرين على الأقل".
وأوضح: "حي الزيتون يشكل ما بين 21% إلى 25% من مساحة مدينة غزة، أما حي الصبرة فمساحته 1516 دونمًا، أي ما يمثل 2.5% إلى 3% من مساحة مدينة غزة، وهو يقع في مركز المدينة قريبًا من الشجاعية والزيتون".
وأكمل: "هذه المناطق تعتبر الأكثر تحصينًا للمقاومة داخل مدينة غزة، وجيش الاحتلال الآن يستخدم أسلوب الضغط بالنار، ويريد أولًا أن يجس نبض جهوزية المقاومة ومن وجهة نظر تحليلية، قد يكون هذا العمل استطلاعًا قتاليًا موسعًا تمهيدًا لعمليات عسكرية أوسع".
وذكر: "المنطقة من الجهة الجنوبية الشرقية منطقة مفتوحة، وهذا يسهل دخول الوحدات المدرعة ولكن في المقابل، المقاومة تتوقع الهجوم وقد تكون أعدّت له بشكل جيد المرحلة القادمة قد تشهد اشتباكات حادة بين الطرفين، وهناك كمائن واستخدام كثيف لعبوات الشواظ واستدراج لجنود جيش الاحتلال لعمليات قتل أو أسر".
واختتم: "من المهم أن ندرك أن نجاح الاحتلال بالسيطرة على أحياء في مدينة غزة لا يعني أنه حقق النصر، بل قد يكون بداية لحرب استنزاف طويلة".