ﻧﻌﻴﻢ ﻗﺎﺳﻢ ﻳﺘﻬﻢ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑـ"ﺗﺴﻠﻴﻢ" ﻟﺒﻨﺎن إﻟ إﺳﺮاﺋﻴﻞ
حذّر نعيم قاسم، أمين عام حزب الله، الحكومة اللبنانية من أنه لن تكون هناك «حياة» فى لبنان إذا حاولت مواجهة الحزب، وقال فى كلمة متلفزة، أمس، بمناسبة إحياء أربعينية الإمام الحسين: «لا حياة للبنان إذا كنتم ستقفون فى المقلب الآخر، وتحاولون مواجهتنا والقضاء علينا، لا يمكن أن يُبنى لبنان إلا بكل مقوماته»، مؤكدا أن الحزب مستعدّ لخوض «معركة» للحفاظ على سلاحه.
واعتبر أن الحكومة اللبنانية ستتحمل المسئولية فى حال انهيار الوضع الداخلى، واتهم الحكومة بـ«تسليم» لبنان إلى إسرائيل بقرارها تجريده من سلاحه، محذرا من أن ذلك قد يؤدى إلى «حرب أهلية».
وأكد أن دور الحكومة هو تأمين الاستقرار، وإعمار لبنان وليس تسليم البلد إلى متغول إسرائيلى لا يشبع، ولا طاغية أمريكى لا حدود لطمعه، وأضاف: «لكن هذه الحكومة تنفذ الأمر الأمريكى الإسرائيلى بإنهاء المقاومة، ولو أدى ذلك إلى حرب أهلية وفتنة داخلية».
ولفت إلى أن الحكومة اللبنانية اتخذت قرارا خطيرا جدا خالفت فيه ميثاق العيش المشترك، معتبرا أنها تعرض البلد لأزمة كبيرة، وأضاف: «اتركوا العدو فى مواجهتنا ولا تتصدوا نيابة عنا لكن اسكتوا فقط واتركونا نواجهه»، وتابع: «فلتجتمع الحكومة للتخطيط لمواجهة العدوان لا لتسليم البلد إلى متغول لا يشبع، المقاومة تأخذ شرعيتها من الدماء والتحرير والحق والأرض ولا تأخذها منكم ولا تحتاجها منكم».
وحذر: «لا تزجوا بالجيش فى الفتنة الداخلية فسجله ناصع وقيادته لا تريد أن تدخل فى هذا المسار، إما أن يبقى لبنان ونبقى معاً وإما على الدنيا السلام وأنتم تتحملون المسؤولية».
وشدد قاسم على أن حزبه لن يسلم سلاحه، طالما استمرت الهجمات الإسرائيلية واحتلال التلال الخمس فى الجنوب اللبنانى، وأشار إلى أن حزب الله أجل الاحتجاجات ضد تسليم السلاح على أساس أن الحوار ممكن، وهدد بأن تلك التظاهرات قد تصل إلى السفارة الأمريكية.
وأكد أن حزب الله وحركة «أمل» حليفته الشيعية قررا إرجاء أى احتجاجات فى الشوارع على خطة مدعومة من الولايات المتحدة لنزع سلاحه لأنهما يعتقدان أن هناك مجالا للحوار مع الحكومة اللبنانية.
وتابع: «يجب أن نسأل أولئك الذين لم يقاوموا أين أنتم من الاحتلال للأرض وأين أنتم من العدوان ومن السيادة؟.. وقد جاء قرار الحكومة فى 5 أغسطس الجارى بتجريد المقاومة وشعب المقاومة ولبنان من السلاح الدفاعى أثناء العدوان».
وأوضح: «قلنا مرارا أوقفوا العدوان وأخرجوا إسرائيل من لبنان ولكم منا كل التسهيلات أثناء مناقشة الاستراتيجية الدفاعية والأمن الوطنى، وكيف تقبلون تسهيل قتل شركائكم فى الوطن لتعيشوا حياتكم كما وعدوكم؟ اتركوا العدو فى مواجهتنا إذا كنتم تشعرون بالعجز، هل يبقى لبنان إذا اعتدى بعض شركاء الوطن على بعضهم الآخر؟، وهل سمعتم ورأيتم رئيس الأركان الإسرائيلى يجول على أرض الجنوب المحتل ويبارك لجنوده هذا الاحتلال ويعدهم بالمزيد، ما هو جوابكم على هذا المشهد يا أصحاب السيادة وحصرية السلاح؟».
وبدوره، علق وزير العدل اللبنانى، عادل نصار، على خطاب نعيم قاسم، حول السلاح، قائلا إن تهديد البعض بتدمير لبنان دفاعاً عن سلاحه يضع حداً لمقولة: إن السلاح هو للدفاع عن لبنان، وكشف نصار عن أن الحكومة اللبنانية كانت تعمل على خطة لسحب سلاح «حزب الله» قبل حتى طرح الورقة الأمريكية، مؤكداً أن أى سلاح خارج إطار السلطات الرسمية مخالف للدستور والقوانين، وأن هذا الأمر ليس وجهة نظر ولا مجال للأخذ والرد فيه.