أخبار عاجلة

سيناريوهات قمة ترامب - بوتين تفتح باب التكهنات حول مستقبل الحرب فى أوكرانيا

سيناريوهات قمة ترامب - بوتين تفتح باب التكهنات حول مستقبل الحرب فى أوكرانيا
سيناريوهات قمة ترامب - بوتين تفتح باب التكهنات حول مستقبل الحرب فى أوكرانيا

قبل انطلاقها بساعات

الجمعة 15/أغسطس/2025 - 10:11 م 8/15/2025 10:11:00 PM
بوابة الوفد الإلكترونية

فى ساعات متأخرة من مساء أمس، اجتمع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ونظيره الروسى فلاديمير بوتين فى قاعدة إلمندورف–ريتشاردسون العسكرية بمدينة أنكوريج فى ولاية ألاسكا، فى لقاء وصفه البيت الأبيض بأنه «تمرين استماع». ورغم أن التوقعات الرسمية شددت على أن القمة لن تسفر عن وقف فورى لإطلاق النار فى أوكرانيا، إلا أن محللين وخبراء يرون أن نتائجها المحتملة قد تكون بعيدة المدى، سواء على مستوى مسار الصراع أو على خريطة التحالفات الدولية. بحسب نيوزويك.
«ترامب» نفسه، إلى جانب مسئولين آخرين فى إدارته، أشاروا بوضوح إلى أن قمة ألاسكا لن تنهى القتال الدائر فى أوكرانيا، مرجحين أن الأمر سيتطلب قمة لاحقة تضم كلًّا من بوتين والرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، الذى غاب عن الاجتماع. وفيما تقلل واشنطن من احتمالات تحقيق اختراق، يرى خبراء أن مجرد عودة بوتين إلى طاولة الدبلوماسية العليا، وعلى الأراضى الأمريكية، يحمل فى طياته مكاسب استراتيجية للكرملين، كما قد يسفر عن تهميش الدور الأوروبى فى صياغة أى حلول.
ضم الوفد الروسى المشارك فى الاجتماع وزير الخارجية سيرغى لافروف، ووزير الدفاع أندريه بيلوسوف، ووزير المالية أنطون سيلوانوف، إضافة إلى رئيس صندوق الثروة السيادية الروسى كيريل دميترييف. وأوضح مساعد بوتين، يورى أوشاكوف، أن المحادثات ستركز أساسًا على الحرب فى أوكرانيا، لكنها ستبنى أيضًا على مناقشات سابقة مع المبعوث الخاص لترامب، ستيف ويتكوف، لتشمل ملفات التجارة، والتعاون الاقتصادى، والأمن العالمى. كما رصد خبراء ومحللون النتائج المحتملة لقمة ترامب وبوتين وعلى رأسها.
تراجع دور أوروبا
أكّد الحلفاء الأوروبيون لأوكرانيا، خلال مكالمة هاتفية مشتركة يوم الأربعاء ضمّت ترامب وزيلينسكى، على موقف كييف الثابت بأن الحدود لا يمكن تعديلها بالقوة. لكن وفقًا لرافائيل لوس، زميل السياسات فى المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية، فإن شركاء كييف الأوروبيين عالقون فى وضع يتفاعلون فيه مع تحركات ترامب بدلًا من المبادرة بقيادة الجهود الدبلوماسية.
ويعكس هذا الموقف اعتماد أوروبا المستمر على الضمانات الأمنية الأمريكية والعلاقات التجارية المواتية مع واشنطن. لوس أضاف أن الاتحاد الأوروبى سيجد صعوبة فى تحدى أى اتفاق أمريكى–روسى محتمل خشية فقدان الدعم الأمريكى فى الدفاع عن أوروبا وأوكرانيا.
وذكر تقرير سياسى صادر عن المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية فى يونيو أن الاتحاد الأوروبى سيتحمل النصيب الأكبر من تبعات الصراع، مشيرًا إلى أن الدول الأوروبية الأعضاء فى الناتو زادت من إنفاقها الدفاعى منذ بدء الولاية الثانية لترامب، وسط تساؤلات عن دور واشنطن كضامن أمنى للقارة.
ويرى لوس أنه بعد القمة، سيتعين على القادة الأوروبيين والأوكرانيين الاستعداد لاحتمال سعى ترامب إلى تطبيع العلاقات مع روسيا، بينما يواصل بوتين إغراءه بوعود غامضة لعقد صفقات مستقبلية.
بوتين ينهى عزلته الدولية
منذ الغزو الروسى الشامل لأوكرانيا، لم يلتقِ أى زعيم غربى بارز ببوتين، لكن قمة ألاسكا كسرت هذا النمط، لتصبح أول زيارة له إلى الولايات المتحدة منذ عقد. الإعلام الموالى للكرملين لم يفوّت الإشارة إلى رمزية ألاسكا، التى كانت جزءًا من الإمبراطورية الروسية قبل بيعها لواشنطن عام 1867.
ريتشارد بورتس، أستاذ الاقتصاد فى كلية لندن للأعمال، علّق على ذلك قائلًا: «إن صورة بوتين مبهرة، فهو موضع ترحيب فى الولايات المتحدة رغم كونه مجرم حرب دولى وفق مذكرة المحكمة الجنائية الدولية، التى لا تعترف بها واشنطن».
أما يانا كوبزوفا، الزميلة البارزة فى شؤون السياسات بالمجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية، فقالت إن القمة تمثل فعليًا إنهاءً لعزلة بوتين دون أن يقدّم أى تنازلات، وهو ما يعد «نتيجة جيدة للغاية بالنسبة له».
فاليرى سبيرلينغ، خبيرة السياسة الروسية فى جامعة كلارك، أضافت أنه إذا حاول ترامب التفاوض على تنازلات باسم أوكرانيا ورفضها زيلينسكى، فسوف يستغل بوتين ذلك لتصوير الرئيس الأوكرانى على أنه غير متعاون. وبحسب قولها: «من المرجح أن يخرج بوتين من القمة متقدمًا، بغض النظر عما تسفر عنه».
تحييد الموقف الأمريكى فى حرب أوكرانيا
ترى كوبزوفا أن المكسب الأكبر الذى قد تحققه موسكو هو «تحييد» الولايات المتحدة، أى تقليص تدخلها فى الصراع ووقف المساعدات العسكرية لكييف. وأوضحت أن بوتين قد يطرح أفكارًا للتعاون فى مجالات الطاقة والأعمال، بما فى ذلك استغلال موارد القطب الشمالى.
صحيفة «ديلى تلغراف» البريطانية ذكرت أن ترامب قد يعرض حوافز اقتصادية على بوتين، من بينها فتح الوصول إلى الموارد الطبيعية قبالة سواحل ألاسكا. ورغم عدم تأكيد هذه المعلومات، فإن التعاون فى القطب الشمالى كان بالفعل ضمن أجندة ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض.
كما أشارت الصحيفة إلى أن فرص التسريع نحو اتفاق سلام قد تشمل استغلال المعادن فى الأراضى الأوكرانية المحتلة، ورفع العقوبات الأمريكية عن صناعة الطيران الروسية، وهى مزاعم لم يتم التحقق منها بشكل مستقل.
لا وقف لإطلاق النار بل اجتماع آخر
المتحدث باسم الكرملين، دميترى بيسكوف، صرّح قبل القمة أنه لن يتم إصدار بيان ختامى. من جانبه، قال ترامب إن اجتماعًا آخر بمشاركة زيلينسكى سيكون ضروريًا قبل الاتفاق على أى وقف لإطلاق النار.
ترامب صرّح الأسبوع الماضى أن «سيكون هناك تبادل للأراضى بما يخدم مصالح البلدين» مقابل وقف إطلاق النار، فى إشارة إلى المناطق التى تسيطر عليها روسيا جزئيًا، وهو ما رفضته كييف مرارًا باعتباره مخالفًا لدستورها.
فوك فوكسانوفيتش، الباحث فى مركز أبحاث LSE IDEAS، أشار إلى أن روسيا لا تملك أى حوافز للتنازل عن مطالبها الجوهرية، مثل رفض انضمام أوكرانيا إلى الناتو، والاعتراف بضم القرم وأربع مناطق أخرى منذ 2022. وأضاف أن التقدم الروسى فى دونباس يجعل موسكو واثقة من أن الوضع الميدانى يصب فى مصلحتها، ما يقلل من رغبتها فى القبول بوقف إطلاق النار حاليًا.
ورغم تحذير ترامب من «عواقب وخيمة للغاية» إذا لم يكن بوتين جادًا فى إنهاء الحرب، إلا أن الرسالة الرسمية من البيت الأبيض أكدت الحاجة إلى قمة لاحقة تضم الرئيس الأوكرانى.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق وزير الزراعة يلتقي عدد من المسؤولين على هامش فعاليات المؤتمر الزراعي بالبحيرة
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة