السنغال تركز على تنويع مزيج الطاقة وخفض انبعاثات الكربون (تقرير)

تتجه السنغال نحو خفض انبعاثات الكربون والتركيز على تنويع مزيج الطاقة التقليدية والمتجددة المتاحة في البلاد.

وبحسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يشهد قطاع الطاقة في الدولة الأفريقية تحديثًا سريعًا، مدفوعًا بشراكات دولية تتماشى مع أهداف البلاد المتمثلة في الوصول الشامل إلى الطاقة ومستقبل منخفض الكربون.

ونتيجة للدفع القوي نحو تكامل المصادر المتجددة، وأمن الطاقة، والنمو الصناعي، عززت المؤسسات العالمية والشركات الخاصة دعمها من خلال الاستثمارات الإستراتيجية ونقل التكنولوجيا.

في ظلّ ترسيخ السنغال مكانتها مركزًا لنموّ الطاقة وتحقيق الربح من الغاز، يُقدّم مؤتمر ومعرض حوض غرب أفريقيا للنفط والغاز والكهرباء 2025، المُقام في العاصمة داكار يومي 9 و10 ديسمبر/كانون الأول المقبل، منصةً مُناسِبةً لعرض التطوّرات في مجالات الغاز المسال، والطاقة المتجددة، والتخزين.

اتفاقية كارباورشيب لتحويل الغاز المسال إلى كهرباء

في يوليو/تموز 2025، أطلقت السنغال أول مشروع تشغيلي لتحويل الغاز المسال إلى كهرباء في أفريقيا، بعد مرحلة تطويرٍ استمرت 4 سنوات.

ويُعدّ هذا المشروع ثمرة تعاون بين كارباورشيب التركية (Karpowership)، وشركة ميتسوي اليابانية (Mitsui & Co.)، والحكومة السنغالية، ويتضمن وحدة عائمة للتخزين وإعادة التغويز، مُقترنة بسفينة لتوليد كهرباء بقدرة 235 ميغاواط قبالة ساحل داكار.

تستعمل المنشأة الغاز المسال المُستخرج من حقل سانغومار لتوصيل الكهرباء المعتمدة على الغاز مباشرةً إلى الشبكة عبر بنية تحت سطح البحر.

مشروع "إن إي إيه كولدا" لتخزين الطاقة الشمسية

يُمثّل مشروع "إن إي إيه كولدا" لتخزين الطاقة الشمسية، الذي طوّرته شركة "أكسيان إنرجي" (Axian Energy) بالشراكة مع "فولتاليا" Voltalia) و"إنتك" (Entech)، نقلة نوعية في البنية التحتية للطاقة المتجددة في السنغال.

ويقع المشروع في منطقة كولدا، وسيجمع بين 60 ميغاواط ذروة من الطاقة الشمسية الكهروضوئية و70 ميغاواط ساعة من بطاريات التخزين لضمان توافر الكهرباء على مدار الساعة.

وصُمِّم المشروع لتعزيز مرونة الشبكة وتقليل الاعتماد على توليد الطاقة الكهروحرارية، وسيدعم كهربة المناطق الريفية والتنمية الاقتصادية.

وبدأ بناء المشروع في عام 2025، ومن المقرر تشغيله في عام 2026.

توسيع نطاق الطاقة الكهروحرارية

في مايو/أيار 2024، بدأت شركة المرافق الوطنية السنغالية "سينيليك" (Senelec) تحويل محطة "بيل إير" Bel Air للطاقة الكهروحرارية في داكار، بقدرة 335 ميغاواط، من الوقود الثقيل إلى الغاز المسال.

من ناحيتها، تشرف شركة الهندسة الفنلندية "فارتسيلا" (Wärtsilä) على مشروع التطوير على مرحلتين، حيث من المقرر في المرحلة الأولى تحويل 6 محركات من طراز "فارتسيلا 46" إلى وحدات "فارتسيلا دي إف 50" مزدوجة الوقود.

وستُستكمل المرحلة الثانية التشغيل الكامل للغاز المسال بحلول نهاية عام 2025.

وفي الوقت نفسه، تهدف هذه المبادرة إلى الاستفادة من الغاز المحلي، وخفض التكاليف، وتعزيز أمن الطاقة في البلاد، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة.

مزيج الطاقة في السنغال

أُطلِقت "شراكة التحول العادل للطاقة" في منتصف عام 2023، بين السنغال وتحالف من الشركاء -بما في ذلك فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وكندا-، وتلتزم بتقديم ما يصل إلى 2.5 مليار يورو (2.90 مليار دولار) لدعم إزالة الكربون ونشر الطاقة المتجددة.

وتستهدف الشراكة تحقيق 40% من الكهرباء المتجددة في مزيج الطاقة بالسنغال بحلول عام 2030، مع التركيز على تحديث الشبكة وبناء القدرات وتعبئة القطاع الخاص.

مشروع "طيبة ندياي" لطاقة الرياح

تُعدّ مزرعة "طيبة ندياي" لطاقة الرياح -التي تبلغ قدرتها 158.7 ميغاواط، وطوّرتها شركة ليكيلا البريطانية (Lekela)- أكبر مشروع لطاقة الرياح في السنغال حتى الآن.

وتُوفر مزرعة الرياح هذه نحو 400 غيغاواط/ساعة سنويًا بموجب اتفاقية شراء كهرباء مدتها 20 عامًا مع شركة "سينيليك".

يأتي ذلك بدعم من مؤسسة الاستثمار الخاص الخارجي الأميركية "أوه بي آي سي" (OPIC) ومؤسسة التمويل الأوروبية الدنماركية "إي كيه إف" (EKF) والوكالة الأميركية للتنمية الدولية ووكالة ضمان الاستثمار متعدد الأطراف التابعة للبنك الدولي،

ويستفيد من هذه المحطة نحو مليوني شخص، كما أنها تقلّل الانبعاثات بما يُقدَّر بنحو 300 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..