"باكس كريستي" الدولية تعلن تضامنها مع القس ناندينو بعد منعه من دخول الأراضي المحتلة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعربت منظمة "باكس كريستي" الدولية، تضامنها الكامل مع القس ناندينو كابوفيلا، راعي أبرشية البندقية والمنسق الوطني السابق لفرع المنظمة في إيطاليا، بعد أن منعته السلطات الإسرائيلية من دخول الأراضي المحتلة عبر مطار تل أبيب، وأعادته إلى إيطاليا بحجة "اعتبارات أمنية".

وكان القس ناندينو في زيارة حج ضمن حملة "جسور لا جدران" التي أطلقها فرع المنظمة في إيطاليا، والتي تهدف إلى بناء جسور تواصل وتجاوز الانقسامات وفتح مسارات للمصالحة. إلا أن السلطات الإسرائيلية استندت إلى تعديل رقم 28 لقانون الدخول إلى إسرائيل (1952)، الذي يمنع دخول أي أجنبي يدعو علنًا إلى مقاطعة إسرائيل أو أي منطقة تحت سيطرتها.

وخلال احتجازه لمدة 7 ساعات في غرفة صغيرة تحت المراقبة، حُرم القس من هاتفه وأمتعته قبل أن تتم إعادته إلى بلاده.

رسالة قوية: نطالب بالعقوبات لا بالتعاطف

في أول تصريح له بعد عودته، قال القس ناندينو:"أنا بخير، لكن أرجو أن تُستخدم كل الكلمات للحديث عن ضرورة فرض عقوبات على الدولة التي تخطئ فتقصف المساجد والكنائس، بينما تواصل الادعاء أن فظائعها مجرد مبالغات، لا أريد أي مقابلات حول ساعات احتجازي السبع ما لم تتحدث عن شعب يعيش أسيرًا على أرضه منذ سبعين عامًا."

وأضاف: "في الساعات ذاتها، كان هناك على الأقل 400 طفل فلسطيني يتعرضون لأشكال مختلفة من العنف الإسرائيلي. يعتبروننا خطرًا لمجرد أننا نرى ونقول الحقيقة، بينما من لا يريد السلام يخشى الحقيقة".

كما رفض القس التوقيع على وثيقة إسرائيلية تقرّ بأنه "شخص خطير"، مؤكدًا أن على الشعوب والحكومات الديمقراطية أن تتوقف عن توقيع أي اتفاقيات مع إسرائيل.

مواقف داعمة من قيادات "باكس كريستي"

أكد رئيس المنظمة، الأسقف جيوفاني ريكوتي، والمنسق الوطني أنطونيو دي ليليس، أن إسرائيل "تريدنا عميانًا ومتواطئين ومطيعين، لكننا لن نكون كذلك". 

وأوضحا أن وفد الحجاج الحالي سيلتقي بعد الظهر بالبطريرك الفخري ميشيل صبّاح في قرية الطيبة المسيحية التي تعرضت لهجمات من مستوطنين صهاينة.

حملة "جسور لا جدران".. حج عدالة وشهادة حق

يخدم القس ناندينو حاليًا في أبرشية مارغيرا قرب البندقية، وهي كنيسة تحتضن تنوعًا واسعًا من الجنسيات والثقافات بروح الضيافة والاحترام، انسجامًا مع مفهوم "التعايش في ظل الاختلافات" الذي دعا إليه المطران الراحل تونينو بيلّو.

وأطلق القس الحملة عام 2004 خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، بعدما شهد أحداثًا دامية في الضفة الغربية وبداية بناء جدار الفصل بين بيت لحم والقدس. وتُنظم الحملة سنويًا عدة رحلات إلى فلسطين وإسرائيل تحت اسم "حج العدالة"، بهدف كشف ومعاينة الاحتلال والاستيطان ونزع الحقوق، إضافة إلى هدم المنازل، والتهجير القسري، وسرقة المياه والأراضي، والقمع، والاعتقالات، مع إبراز أشكال المقاومة السلمية الفلسطينية.

كما تلتقي الحملة في إسرائيل مع ممثلي المجتمع المدني المعارضين لانتهاكات الاحتلال، رغم أنهم أقلية، ويشهدون على العنف ضد الفلسطينيين وحتى ضد بعض الإسرائيليين.

التضامن مع فلسطين في إيطاليا

مؤخرًا، قاد القس ناندينو جولة إيطالية لمبادرة "كيروس فلسطين"، وواصل جهوده التوعوية عبر تقديم كتاب "تحت سماء غزة"، الذي شارك في تأليفه مع أندريا ديدومينيكو وبيتا توست.

ومن المقرر أن تنظم الحملة يوم 29 نوفمبر 2025، بجامعة بادوفا، الفعالية الإيطالية لـ اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي أقرته الأمم المتحدة.