الدكتور ياسر عبد العزيز الخبير الإعلامي، علق على توجيهات بتطوير المنظومة الإعلامية، قائلا: إن “ما يحدث هو تغيّر في التكتيكات، والأدوار، والفاعلين، بينما تبقى الاستراتيجية العامة ثابتة منذ عام 2015”.
وقال: "الاستراتيجية التي تتبناها الدولة ترتكز على امتلاك العصمة الاتصالية الوطنية، أي القدرة على مخاطبة الجمهور المحلي بدرجة من السيطرة على الرسائل الإعلامية".
وأضاف عبد العزيز أن الدولة المصرية اكتشفت في عام 2014 أن عصمتها الاتصالية لم تكن في يدها، وأن الإعلام المحلي كان معرضًا للتأثير الخارجي من خلال رؤوس الأموال المرتبطة بدول أو منظمات مختلفة ولأغراض لا تخدم مصلحة الدولة المصرية وليس النظام.
وتابع: "كان أمام الدولة خياران: الأول إصلاح المؤسسات القائمة (اتحاد الإذاعة والتلفزيون، والمؤسسات الصحفية القومية الثمانية) بكل ما تحمله من مشكلات هيكلية، والثاني إنشاء ذراع إعلامية جديدة تستطيع مواجهة الانكشاف الإعلامي بسرعة.
وأوضح: "نظرًا لبطء عملية الإصلاح وصعوبتها، قررت الدولة المضي في الخيار الثاني وإنشاء كيان إعلامي جديد (الشركة المتحدة لاحقًا) لتغطية الانكشاف الإعلامي الوطني ومخاطبة الجمهور المحلي".
ورأى عبد العزيز أن تغيّر الأشخاص أو التكتيكات - حتى مع وجود بعض التضارب أو الأخطاء - لا يؤدي وحده إلى النصر أو الهزيمة في المجال الإعلامي، فالنتيجة النهائية يحددها ثبات الاستراتيجية.
وواصل الخبير الإعلامي: "بالتالي، التغييرات المتكررة في المشهد الإعلامي لم تمس جوهر الاستراتيجية القائمة على السيطرة الوطنية على الرسائل".
أشار عبدالعزيز، إلى أن عودة ماسبيرو وتطوير المؤسسات الإعلامية القومية هو هدف دائم على أجندة الدولة، لكنه يواجه صعوبات كبيرة بسبب تراكم مشكلات عميقة عبر العقود، مضيفًا أن هذه الجهود لا تتعارض مع الاستراتيجية العامة، لكنها تتطلب وقتًا طويلًا وموارد كبيرة لمعالجة الملفات المتراكمة.

نوه عبد العزيز بأن مشكلات التكدس الوظيفي والمجاملات ليست حكرًا على ماسبيرو، بل ظهرت أيضًا داخل كيانات إعلامية خاصة، بما في ذلك الشركة المتحدة، وهو ما يعيدنا إلى نفس الأزمات الهيكلية.