
_الجائزة شهادة تقدير ولحظة تتويج لسنوات من البحث والتجريب
_عملي الفائز يحاكى الصراع الداخلي للإنسان بين ما يريده وما يُفرض عليه
_لحظة إعلان النتيجة كانت مؤثرة جدًا وشعرت أن هناك تقديرا لمجهودي
_أعمل الآن على مشروع جديد أكثر نضجًا.. وأسعى لطرح أسئلة بصياغات تشكيلية جديدة
_ نحتاج إلى آليات دعم أوسع وأكثر استدامة خاصة لشباب الفنانين

بعد إعلان فوزه بجائزة الدولة التشجيعية في مجال التصوير لعام 2025، يصبح الفنان والأكاديمي المصري إسلام أحمد محمد إسماعيل الريحاني واحدًا من أبرز الأسماء التي يُعاد تسليط الضوء عليها في المشهد التشكيلي المعاصر، كصوتٍ فنيّ صاعد تمكن من أن يجمع بين التأمل الجمالي والتجريب المفاهيمي، في مسار أكاديمي وفني يمتد لأكثر من 15 عامًا.
مدرس التصوير بكلية الفنون والتصميم في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وصاحب العديد من المشاركات الدولية والإقامات الفنية، يرى أن الإنسان هو جوهر تجربته الفنية، وأن اللحظة الصادقة – لا الأسلوب – هي ما يمنح العمل قيمته الحقيقية.
في حواره مع "البوابة نيوز"، يكشف الريحاني عن مشاعره بعد الفوز، وملامح مشروعه الفني الذي حصد الجائزة، وتصوراته لمستقبل الفن، وما الذي يحتاجه المشهد الفني المصري كي يتنفس بحرية أكبر.

نبارك لك الفوز بجائزة الدولة.. ماذا كانت مشاعرك عند سماع الخبر؟
شكرًا جزيلًا على التهنئة. الحقيقة أن مشاعري كانت مزيجًا من المفاجأة والفرح والامتنان. لحظة إعلان النتيجة كانت مؤثرة جدًا بالنسبة لي، لأنها جاءت كتتويج لمجهود سنوات طويلة من العمل والتجريب.
هل كنت تتوقع الحصول على الجائزة هذا العام؟
كنت أتمنى ذلك بالتأكيد، لكن التوقع لم يكن مؤكدًا. المنافسة على جوائز الدولة ليست هينة، وهناك مواهب حقيقية تستحق التقدير، لذلك كنت أتعامل مع الأمر بهدوء، وأركز فقط على تقديم عمل صادق يعبر عني.
كيف ترى أهمية هذه الجائزة بالنسبة لمسيرتك الفنية؟
الجائزة تُعد من أرفع أشكال التقدير الرسمي في مصر، وهي بلا شك محطة مهمة في مسيرتي. ليست فقط تكريمًا لما قدمته، بل أيضًا دافعًا للاستمرار بقوة أكبر ومسئولية أعمق تجاه الفن والمجتمع.
لو عدنا إلى البدايات.. ما الذي دفعك لاختيار هذا المجال؟
منذ صغري كان لدي شغف بالتعبير. كنت أشعر دائمًا أن الفن هو لغتي الحقيقية، ومع الوقت أصبح طريقتي في فهم الحياة والتواصل مع الآخرين.
من هم الشخصيات أو المدارس الفنية التي أثرت فيك في بداية الطريق؟
تأثرت ببعض المدارس الفنية والفنانين محليًا ودوليًا، لكن الأثر الأعمق جاء من التجارب التي حملت صدقًا شديدًا في التعبير، بغض النظر عن الأسلوب. أحببت من كان يبحث عن هوية فنية حقيقية.
تحديات فنية
هل واجهت تحديات أو عقبات كبيرة في رحلتك؟ وكيف تجاوزتها؟
بالتأكيد، الطريق لم يكن سهلًا. هناك تحديات كثيرة تجاوزت معظمها بالإيمان بما أقدمه، وبالدعم الحقيقي من بعض الزملاء والأساتذة الذين شجعوني على الاستمرار رغم الصعوبات.
حدثنا عن العمل أو المشروع الفنى الذي أهّلك لنيل الجائزة. ما الذي يميّزه برأيك؟
العمل الذي تقدمت به كان يحمل خلاصة مرحلة مهمة من تطوري الفني. ما يميّزه في رأيي هو الصدق، والتجريب، ورغبتي في كسر بعض القوالب التقليدية دون فقدان البُعد الإنساني. فجاء الجائزة تتويجًا لفترة من البحث البصري والفكري حول العلاقة بين الجسد الإنساني والموسيقى.
الصراع الداخلى
ما الفكرة أو الرسالة التي حاولت إيصالها من خلاله؟
كنت أريد تسليط الضوء على الإنسان في لحظات التحول والتناقض. حاولت التعبير عن الصراع الداخلي الذي نعيشه جميعًا، بين ما نريده فعلًا، وما يُفرض علينا.
هل شعرت أن هذا العمل كان نقطة تحول في مسيرتك؟ ولماذا؟
نعم، شعرت بذلك. ليس فقط لأنه نال الجائزة، بل لأنه كان عملًا شعرت معه أنني أقترب من صوتي الخاص، من طريقتي في الرؤية والتعبير.
كيف ترى علاقة الفن بالمجتمع اليوم؟ وهل ترى أن الفن يؤدي دوره كما ينبغي؟
الفن جزء لا يتجزأ من المجتمع، ويعكس حالاته المختلفة. لدينا اليوم مساحات فنية نشطة، لكن التحدي الحقيقي هو ربط الفن بوعي الناس اليومي، لا أن يبقى حبيس النخبة أو الصالونات.
آليات دعم أكثر استدامة
ما رأيك في دعم الدولة للفنانين حاليًا؟ وهل هناك ما تتمنى تطويره؟
هناك جهود ملموسة في دعم الفن، خاصة من خلال الجوائز والمؤسسات الثقافية. لكننا نحتاج إلى آليات دعم أوسع وأكثر استدامة، خاصة للشباب وللأعمال المستقلة، كي لا يضطر المبدع دومًا للنجاة وحده.
هل تعتقد أن الجوائز الرسمية تُنصف الفنانين حقًا؟ ولماذا؟
الجوائز تُحاول. يقوم عليها قامات ثقافية، وجودها يفتح الباب للاعتراف والتقدير. الأهم أن تبقى الجائزة قائمة على الشفافية والتقييم الفني الحقيقي.
ما المشاريع الفنية القادمة التي تعمل عليها؟
أعمل حاليًا على مشروع جديد أعتبره استمرارًا لما بدأت، لكن بروح أكثر نضجًا وتجريبًا. أحاول أن أدمج بين الوسائط المختلفة، وأن أطرح أسئلة جديدة أجيب عنها بصياغات تشكيلية مغايرة عن تجاربي السابقة.
هل ترى أن الجائزة تضع على عاتقك مسئولية أكبر تجاه جمهورك؟
بالتأكيد. الجائزة تفتح مرحلة جديدة من التحدي، وهذا يدفعني للعمل بجدية أكبر.
التطوير الفنى
ما النصيحة التي تقدمها للفنانين الشباب الطامحين لنيل جوائز مماثلة؟
أن يركزوا على تطوير ذاتهم، لا على الجوائز فقط. أن يسعوا إلى الصدق الفني، وأن يتحملوا الصعوبات دون فقدان الشغف. الجوائز مهمة، لكنها تأتي في وقتها الصحيح حين يكون العمل ناضجًا وصادقًا.التأكيد. الجائزة تفتح مرحلة جديدة من التحدي، وهذا يدفعني للعمل بجدية أكبر.






