تواجه دول جنوب أوروبا أزمة بيئية وإنسانية حادة مع استمرار اندلاع حرائق الغابات المميتة التي انتشرت بسرعة غير مسبوقة بفعل موجة حر قياسية تضرب المنطقة. وقد أجبر آلاف السكان على مغادرة منازلهم حفاظًا على حياتهم وسط جهود مكثفة من فرق الإطفاء لاحتواء النيران التي أتت على مساحات شاسعة من الغابات والأراضي الزراعية.
في إسبانيا، شنت فرق الإطفاء حملات متواصلة طوال الليل لمحاولة إخماد حريق هائل اندلع بالقرب من العاصمة مدريد، أسفر عن مقتل عدة أشخاص وإصابة آخرين، فضلًا عن تدمير منازل وممتلكات، ما أدى إلى إعلان حالة الطوارئ في بعض المناطق.
ولم تكن إسبانيا الوحيدة المتأثرة، إذ امتدت الحرائق إلى دول أخرى في جنوب أوروبا مثل البرتغال واليونان وإيطاليا، حيث تحاول السلطات التنسيق مع فرق الطوارئ المحلية والدولية للسيطرة على الوضع.
ويحذر خبراء المناخ من أن هذه الحرائق ليست مجرد ظاهرة مؤقتة، بل تعكس آثار تغير المناخ الذي يؤدي إلى تفاقم موجات الحر والجفاف، مما يزيد من هشاشة البيئة ويهدد حياة الملايين في المنطقة.
وتشهد الحكومات الأوروبية دعوات متزايدة لتعزيز التعاون الدولي في مجال الوقاية من الكوارث الطبيعية، وتطوير آليات مواجهة الطوارئ والاستجابة السريعة، إلى جانب تعزيز سياسات حماية البيئة والحد من الانبعاثات الكربونية.