أعلن الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، نتيجة تنسيق المرحلة الثانية للقبول بالكليات والمعاهد لطلاب الشعبة الأدبية (نظام حديث) للعام الجامعي 2025/2026، مؤكدًا أن الوزارة حرصت على توفير أماكن مناسبة لجميع الطلاب وفقًا لرغباتهم قدر الإمكان، مع مراعاة التوزيع الجغرافي والحدود الدنيا للقبول.
وأوضح الوزير أن التنسيق هذا العام شهد منافسة قوية بين طلاب الشعبة الأدبية، خاصة على كليات القمة مثل الاقتصاد والعلوم السياسية، الإعلام، الألسن، الآثار، الحقوق، والتجارة، بالإضافة إلى كليات التربية بفروعها المختلفة، مما يعكس تنوع اهتمامات الطلاب وتوجهاتهم الأكاديمية.
الجدول التفصيلي للحدود الدنيا للشعبة الأدبية (من الأعلى للأدنى)
تحليل نتائج التنسيق
قال الدكتور أيمن عاشور إن قراءة الحدود الدنيا تكشف عن عدة اتجاهات مهمة:
استمرار تفوق اقتصاد وعلوم سياسية القاهرة
جاءت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة على رأس قائمة الكليات الأدبية بمجموع 299.5 درجة، وهو ما يؤكد مكانتها المرموقة وإقبال الطلاب عليها نظرًا لارتباطها بالعمل الدبلوماسي والاقتصادي والسياسي.
ارتفاع الطلب على كليات الألسن
شهدت كليات الألسن إقبالًا كبيرًا في معظم الجامعات، حيث تجاوز الحد الأدنى في العديد منها حاجز 285 درجة، وهو مؤشر على اهتمام الطلاب بدراسة اللغات الأجنبية وسوق العمل المرتبط بها.
إعلام القاهرة وعين شمس تتصدران الإعلام
سجلت كلية الإعلام بجامعة القاهرة 288.5 درجة، فيما جاءت إعلام عين شمس بـ 285 درجة، ما يعكس المنافسة القوية في هذا المجال، خاصة في ظل توسع وسائل الإعلام الرقمية.
تنوع خيارات الطلاب
أظهرت النتائج تزايد الإقبال على كليات التربية بأنواعها (تعليم ابتدائي، طفولة مبكرة، عام)، إضافة إلى كليات التجارة والحقوق، مع تفاوت الحدود الدنيا حسب الموقع الجغرافي.
كليات السياحة والفنادق تحافظ على وجودها
على الرغم من تراجع المجموع المطلوب نسبيًا (سياحة وفنادق الإسكندرية بـ 221 درجة)، فإن القطاع ما زال يجذب الطلاب المهتمين بإدارة الضيافة والسياحة.
العوامل المؤثرة في الحدود الدنيا هذا العام
أشار الوزير إلى أن عدة عوامل لعبت دورًا في تحديد الحدود الدنيا للشعبة الأدبية:
- أعداد الناجحين ونسب المجاميع: ارتفاع نسبة الطلاب الحاصلين على مجاميع مرتفعة رفع من سقف القبول بكليات القمة.
- التوزيع الجغرافي: ساهم في توزيع الطلاب على الجامعات الإقليمية لتقليل الاغتراب.
- البرامج المميزة: بعض الكليات تقدم برامج خاصة بمصروفات ساهمت في تخفيف الضغط على البرامج العامة.
- اتجاهات سوق العمل: تزايد الطلب على مجالات الإعلام، اللغات، الاقتصاد، والتربية ساعد في رفع المنافسة.
أكد الدكتور أيمن عاشور أن المرحلة القادمة تتطلب من الطلاب التركيز على:
- اختيار الكلية بناءً على الميول الشخصية وليس فقط المجموع.
- التعرف على فرص سوق العمل لكل تخصص قبل اتخاذ القرار النهائي.
- الاستفادة من التعليم الجامعي لتطوير المهارات الرقمية واللغوية.
- استغلال أنشطة الجامعات في بناء الخبرات العملية بجانب الدراسة الأكاديمية.
قال وزير التعليم العالي:"نحن ملتزمون بتوفير تعليم جامعي عالي الجودة لجميع الطلاب، وتطوير البنية التحتية الأكاديمية في مختلف الجامعات، بالإضافة إلى دعم البرامج الدراسية التي تتماشى مع رؤية مصر 2030 وسوق العمل المحلي والعالمي. إننا ندعو الطلاب لاستغلال سنوات الدراسة في تنمية قدراتهم وصقل مهاراتهم، لأن المستقبل يصنعه المبدعون والمجتهدون."
تلخص نتائج تنسيق الشعبة الأدبية هذا العام صورة واضحة لتوزيع الطلاب على مختلف الكليات، حيث حافظت كليات القمة على مكانتها، في حين برزت كليات أخرى كمقصد رئيسي للطلاب مثل الألسن والتربية. كما أظهرت الأرقام توازنًا نسبيًا بين الجامعات المركزية والإقليمية، بما يحقق العدالة في توزيع فرص التعليم الجامعي.
وبينما يواصل الطلاب الجدد خطواتهم نحو بداية المرحلة الجامعية، تبقى الرسالة الأساسية من وزارة التعليم العالي هي أن التفوق لا يقف عند المجموع، وإنما يبدأ من الجهد المستمر والتطوير الذاتي طوال سنوات الدراسة.