أماكن روحية مرتبطة بالعذراء مريم .. بدأت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر ودول المهجر موسم صوم السيدة العذراء مريم لعام 2025، حيث تشهد الكنائس خلال هذه الفترة أنشطة مكثفة ذات طابع روحي احتفاءً بهذه المناسبة. يتم تنظيم الصلوات و القداسات اليومية إلى جانب نهضات روحية تجسد الاهتمام الخاص بهذا الطقس السنوي.
صوم السيدة العذراء مريم
يُعتبر صوم السيدة العذراء مريم من الأصوام التي يحرص الأقباط على الالتزام بها تكريمًا لمكانة السيدة العذراء. خلال هذا الصوم، يمتنع المشاركون عن تناول اللحوم ويعتمدون على المأكولات المطبوخة بالزيت فقط. بما أنه من أصوام الدرجة الثانية، يُسمح بتناول الأسماك، إلا أن البعض يفضل الامتناع عنها، وهناك فئة أخرى تصوم بزهد أكبر، مقتصرة على أطعمة دون زيوت.
تتمتع السيدة العذراء بمكانة خاصة يظهرها ارتباط الصوم بعدد من المزارات المرتبطة بها، حيث تمثل تلك الأماكن وجهة للزائرين بحثًا عن البركة الروحية وتجربة التقرب الشخصي إلى الله خلال هذا الموسم المبارك.
أبرز الأماكن الروحية المرتبطة بالسيدة العذراء
تُعد كنيسة المعادي واحدة من أبرز المواقع التي ترتبط بالسيدة العذراء في التراث القبطي. أشار الباحث في التاريخ الكنسي ماجد كامل، عضو اللجنة البابوية للتاريخ القبطي، إلى ذكر الكنيسة في موسوعة المؤرخ أبو المكارم عن تاريخ الكنائس والأديرة، موضحًا أنها شهدت عمليات ترميم متعددة أهمها في عهد البابا كيرلس الخامس (1874-1927)، ثم في عام 1983. تحتوي الكنيسة على ثلاثة هياكل في الجزء الشرقي، وتُزين جدرانها أيقونات رسمها الفنان إبراهيم النقاش المعروف بلقب “الناسخ”. كما لفت إلى ترميم النفق والسلالم المؤدية لنهر النيل الذي يعكس أهمية هذا الموقع التاريخية والروحية.
كنيسة الزيتون وظهورات السيدة العذراء
تُعد كنيسة الزيتون من المواقع الاستثنائية التي حظيت بشهرة واسعة بعد ظهور السيدة العذراء فوق قبابها في الثاني من أبريل عام 1968. رغم حداثة الكنيسة التي أُسست في عام 1925، إلا أن هذا الحدث منحها مكانة خاصة في وجدان المصريين. وقد اعترفت الكنيسة القبطية رسميًا بهذه الظهورات في الرابع من مايو من نفس العام. وفي عام 2000، بالتزامن مع الاحتفال بمرور ألفي عام على مجيء العائلة المقدسة إلى مصر، قام فريق عمل إيطالي بأعمال صيانة شاملة تضمنت تنظيف الصور وزخارف الكنيسة حفاظًا على قيمتها الروحية والتاريخية.
أهم المزارات الدينية في صعيد مصر
سلّط كامل الضوء على منطقة جبل الطير بسمالوط التي تُعتبر محطة رئيسة في رحلة العائلة المقدسة إلى مصر. تُسمّى المنطقة باسم “جبل الطير” بسبب تجمع الطيور البيضاء وخاصة طائر البوقيرس فيها. وأوضح أيضًا أهمية دير السيدة العذراء بجبل أسيوط، المعروف بـ”دير درنكة”، كمحطة أخيرة للعائلة المقدسة داخل مصر، وهو موقع يحظى باهتمام كبير من الزوار لما له من قيمة روحية وتاريخية.
أما في دلتا مصر، فتبرز كنيسة العذراء بسخا بمحافظة كفر الشيخ، حيث وُجد حجر يُعتقد أنه يحمل بصمة قدم السيد المسيح. أُشير إلى هذا الحجر في كتاب الأنبا جريجوريوس عن دير المحرق، إذ كان الحجر قاعدة لعمود وقف عليه المسيح أثناء رحلته مع السيدة العذراء. وقد اعتاد الناس القدوم إليه للتبرك بوضع الزيت في موضع القدم. لاحقًا، أُخفِي الحجر للحفاظ عليه بسبب مخاوف من الاعتداء عليه، لكن عُثِر عليه مجددًا خلال حفريات قرب الكنيسة عام 1984، وحاليًا يُعرض داخل صندوق زجاجي يزوره الناس للتبرك به.
كنيسة مسطرد وحكايتها
اختتم الباحث بالإشارة إلى كنيسة مسطرد التي يقال إن السيدة العذراء حمّمت فيها الطفل يسوع خلال الرحلة المقدسة. ذكر الرحالة فانسليب أنه رأى داخل الكنيسة حجرين يحملان نقوشًا هيروغليفية، كما توجد بها صورة عجائبية للسيدة العذراء. ووصف رحلته عندما قضى ليلة هناك لحضور القداس بتاريخ 15 نوفمبر 1664. وتم تدشين الكنيسة رسميًا في 8 بؤونة سنة 901 للشهداء الموافق 15 يونيو 1185 ميلاديًا.
