أكد الكاتب الصحفي عبد الحليم قنديل أن الدور المصري في القضية الفلسطينية يتحرك في إطارين أساسيين الأول هو ما يُسمى بالوساطة والثاني هو الإغاثة الإنسانية المستمرة.
وقال قنديل في مداخلة مع قناة "إكسترا نيوز": "الوساطة المصرية ليست وساطة بالمعنى التقليدي، إذ تلعب مصر دورًا مع الولايات المتحدة من جهة وقطر من جهة أخرى، مستندة إلى طبيعة العلاقات والروابط القائمة، مع التأكيد على أن أمريكا لا يمكن أن تكون وسيطًا حقيقيًا".
وأضاف: "إدارة ترامب كانت مجرد صدى لرغبات نتنياهو، وحكومتها في البيت الأبيض كانت تمثل إسرائيل في واشنطن، مثلما تمثل حكومة نتنياهو إسرائيل في تل أبيب من يظن أن أمريكا ستتخذ موقفًا معارضًا لإسرائيل مخطئ، إلا إذا كان ذلك جزءًا من توزيع الأدوار".
وتابع: "الإطار الثاني الذي تتحرك فيه السياسة المصرية، بحكم الجوار الجغرافي مع قطاع غزة، هو أدوار الإغاثة الإنسانية المستمرة، والتي تتأثر بالقيود الإسرائيلية، فتنتعش أحيانًا وتتقلص في أحيان أخرى، وغالبًا في الأوقات الأكثر قسوة".
وأوضح: "ترامب صرح بوضوح أن على نتنياهو أن يتصرف، والإدارة الأمريكية، سواء في تصريحاتها أو في مواقفها في مجلس الأمن، تقف مع أي تصرف إسرائيلي الأزمة الممتدة أثبتت أن إسرائيل لا تستطيع الدفاع عن نفسها بنفسها، فهي قاعدة متقدمة لأمريكا في المنطقة، وتحظى بدعم أمريكي دائم رغم بعض التصدعات في المواقف الأوروبية، مثل الموقف الألماني الأخير الذي لمح إلى إمكانية الحد من بعض صادرات السلاح لإسرائيل".
وواصل: "الحديث الإسرائيلي عن التواجد في 75% من مساحة غزة غير صحيح؛ النسبة الحقيقية تقترب من 89% ما يجري هو احتلال مباشر غير مسبوق في قسوته، وسينتج عنه بالضرورة مقاومة".
وذكر: "فكرة الشرق الأوسط الجديد في هذه اللحظة تعني شرق أوسط إسرائيليًا، تكون فيه إسرائيل القوة الآمرة الوحيدة، ولا توجد قوة تقاوم هذا المشروع سوى ما نراه الآن في غزة أما الأنظمة العربية، فمعظمها في حالة ضعف أو عدم قدرة على التصدي الهدف النهائي لما يجري في غزة هو طرد الفلسطينيين إلى سيناء".