تواصلت الأزمة في قطاع غزة مع تصعيد ميداني وسياسي متزامن، حيث هاجم وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، متهمًا إياه بتغيير موقفه من خطة الحسم العسكري والسياسي في القطاع، ووصف قراره بالانسحاب بعد تعريض حياة الجنود للخطر بأنه "حماقة لا أخلاقية ولا منطقية". وألمح إلى احتمال انسحاب حزبه من الحكومة إذا لم تتغير خطة احتلال غزة التي أُقرت الخميس.
في المقابل، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أن نتنياهو منح الضوء الأخضر للمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف للتفاوض على صفقة شاملة مع حركة «حماس» بوساطة مصرية وقطرية، تشمل إطلاق جميع الرهائن وإنهاء الحرب مقابل انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع. وأفادت قناة «كان» بأن وفدًا من «حماس» موجود في القاهرة أو في طريقه إليها.
ميدانيًا، أعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد تسعة مواطنين بينهم ستة أطفال في قصف إسرائيلي على حي الزيتون، إضافة إلى حالات وفاة بسبب سوء التغذية، بينهم طفل، خلال 24 ساعة الماضية. كما استشهد الصحفيان أنس الشريف ومحمد قريقع وأصيب آخرون في قصف استهدف خيمة للصحفيين أمام بوابة مستشفى الشفاء. وأُصيب جندي إسرائيلي بنيران قناص شمال القطاع.
دوليًا، أدانت وزراء خارجية ثماني دول أوروبية – بينها إسبانيا والنرويج وأيرلندا والبرتغال – إعلان إسرائيل تكثيف هجومها بغزة، ورفضت أي تغيير ديموغرافي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، معتبرة أن ذلك يشكل خرقًا للقانون الدولي وعقبة أمام حل الدولتين.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حذّر من "كارثة غير مسبوقة" إذا نفذت إسرائيل خططها لتوسيع العمليات في مدينة غزة والمواصي، واقترح تشكيل تحالف دولي بتفويض أممي لتحقيق الاستقرار، داعيًا إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار.
وفي السياق نفسه، دعا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في مؤتمر صحفي مع نظيره من كوت ديفوار، إلى وقف سياسات الإبادة والتجويع التي تنتهجها إسرائيل، ورفض مخططات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، مؤكدًا استمرار الدور المصري في إدخال المساعدات والتخفيف من الأزمة الإنسانية.
كما أعلنت نقابة مناولي الأمتعة بمطار بروكسل وقف خدمة «إلعال» الإسرائيلية والشركات المتجهة لإسرائيل حتى وقف الحرب.
وفي موقف داعم، أشاد الكاتب الصحفي الفلسطيني ثائر أبو عطيوي بمرافعة الجزائر في مجلس الأمن، واصفًا كلمة ممثلها بأنها "حرة وشجاعة" وتعكس التزام الجزائر التاريخي بالقضية الفلسطينية، داعيًا لاستمرار الضغط الأخلاقي والدبلوماسي حتى وقف العدوان وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
