يقع الهرم الأحمر في منطقة دهشور جنوب القاهرة، ويعرف أيضاً باسم "الهرم الشمالي"، وسمي بالهرم الأحمر بسبب اللون المائل إلى الحمرة لحجر الجير المستخدم في بنائه، والذي أصبح ظاهراً بعد إزالة طبقة الكسوة البيضاء الأصلية خلال العصور الوسطى لاستخدامها في بناء القاهرة.
يبلغ ارتفاع الهرم حوالي 105 أمتار، وطول كل ضلع من قاعدته حوالي 220 مترا، مما يجعله ثالث أكبر هرم في مصر بعد هرمي خوفو وخفرع في الجيزة، وتم بناء الهرم بزاوية ميل تبلغ 43 درجة، وهي نفس زاوية الجزء العلوي من الهرم المنحني، مما يمنحه مظهراً أقل انحدارا مقارنة بالأهرامات الأخرى.
ثلاث غرف داخلية
يتميز الهرم بممر هابط يؤدي إلى ثلاث غرف داخلية، أبرزها غرفة الدفن التي تحتوي على سقف مقبب بتقنية "الكوربلينج"، وهي تقنية معمارية متقدمة ساهمت في توزيع الأحمال بشكل فعال.
تم بناء الهرم الأحمر باستخدام كتل ضخمة من الحجر الجيري المستخرج من محاجر محلية قريبة من موقع البناء، يتميز هذا الحجر بلونه المائل إلى الحمرة، مما أكسب الهرم اسمه الحالي، وتقدر الكتل المستخدمة في البناء بأكثر من مليوني كتلة، تم تجميعها بدقة لتشكيل الهيكل الأساسي للهرم.
في الأصل، كان الهرم مغطى بطبقة ناعمة من حجر الجير الأبيض المستخرج من محاجر طرة، مما منحه مظهراً لامعاً وأبيض اللون، مع مرور الزمن، تمت إزالة معظم هذه الكسوة خلال العصور الوسطى لاستخدامها في بناء القاهرة، مما كشف عن اللون الأحمر للحجر الأساسي، كما تم استخدام الملاط لتثبيت الكتل الحجرية معا، مما ساعد في تعزيز استقرار الهيكل وضمان تماسكه على مر العصور.
عهد الملك سنفرو
بني الهرم الأحمر خلال عهد الملك سنفرو، مؤسس الأسرة الرابعة، حوالي عام 2600 قبل الميلاد، ويعتبر هذا الهرم أول محاولة ناجحة لبناء هرم حقيقي بجوانب ملساء، بعد تجارب سابقة مثل هرم ميدوم والهرم المنحني، مما يمثل تطورا مهماً في العمارة الجنائزية المصرية.
والملك سنفرو هو مؤسس الأسرة الرابعة فى عصر الدولة القديمة أو عصر بناة الأهرام، ووالد الملك خوفو صاحب هرم الجيزة الأكبر، أحد عجائب العالم القديم، وحكم مصر لفترة زمنية طويلة قدرها البعض بحوالى 24 عاما والبعض بثلاثين عاما، بل ذهب البعض وأعطاه فترة حكم تبلغ 48 عاما، غير أن فترة حكم هذا الملك كانت ما بين 30 عامًا ولم تصل إلى 48 عامًا.
وكان الملك سنفرو الملك الوحيد الذى قام ببناء 4 أهرامات، وبدء الهرم الأول فى منطقة ميدوم ببنى سويف، ثم هرمين فى منطقة دهشور أحدهما معروف باسم "الهرم المنحنى" والآخر "الهرم الأحمر" وهو أول هرم كامل بمعنى أنه ليس مدرج أو منكسر، ثم بنى الهرم الرابع الذى يعرف باسم سيلا.
تم توجيه مدخل الهرم نحو الشمال، مع توجيه غرفة الدفن من الشرق إلى الغرب، وهو نمط أصبح شائعا في الأهرامات اللاحقة، وتشير الدراسات إلى أن هذا التوجيه قد يكون مرتبطاً بالاعتقادات الدينية والرمزية المرتبطة بالشمس والنجوم.
الهرم الأحمر مفتوح حالياً للزوار، ويعتبر من المعالم السياحية البارزة في منطقة دهشور، وتم تثبيت نظام تهوية داخلي لتحسين تجربة الزوار، ويسمح بالدخول إلى الغرف الداخلية عبر ممرات ضيقة تؤدي إلى غرفة الدفن.