الكويت توقع اتفاقية مشروع محطة كهرباء عملاقة

شهدت الكويت خطوة إستراتيجية كبيرة بتوقيع اتفاقية الالتزام لاستكمال تنفيذ مشروع محطة كهرباء عملاقة، تقع على مساحة ضخمة تصل إلى نحو 500 ألف متر مربع.

وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، وقّعت وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة -اليوم الأحد 10 أغسطس/آب (2025)- مشروع تنفيذ محطة الزور الشمالية في مرحلتيه الثانية والثالثة.

ويأتي المشروع العملاق ضمن شراكة فعالة بين القطاعين العام والخاص في الكويت، مستندًا إلى قوانين تنظيمية واضحة تتيح تأسيس شركات مساهمة عامة، لجذب الاستثمارات وتوظيف الخبرات العالمية في مجالات تصميم وتشغيل وصيانة محطات القوى الكهربائية وتحلية المياه.

وتبلغ المساحة الإجمالية للمشروع نحو 500 ألف متر مربع، في موقع إستراتيجي جنوب مدينة الكويت على ساحل الخليج العربي، ما يجعله من أبرز مشروعات البنية التحتية الحيوية التي تخدم الخطط التنموية للدولة وتدعم نمو الاقتصاد الوطني.

ويستند المشروع إلى تكنولوجيا الدورة المركبة لإنتاج الكهرباء، وتقنيات متطورة لتحلية المياه باستخدام التناضح العكسي، بما يضمن تحقيق أقصى كفاءة تشغيلية وتوفير كميات ضخمة من المياه الصالحة للشرب والطاقة الكهربائية للسكان والصناعات.

محطة الزور الشمالية في الكويت

تستهدف المرحلتان الثانية والثالثة من مشروع محطة الزور الشمالية في الكويت، إنتاج قدرات كهربائية تصل إلى نحو 2700 ميغاواط، إضافة إلى 120 مليون غالون يوميًا من المياه المحلّاة، وهو ما يعزز الأمن المائي والطاقي في البلاد.

ويواكب المشروع الزيادة المستمرة في الطلب على الكهرباء والمياه في الدولة، ويعزز موثوقية الشبكة الكهربائية عبر توفير إمدادات مستقرة وموثوقة، ما يسهم في تلبية احتياجات السكان والمشروعات الصناعية والتجارية.

كما يدعم المشروع خطط الكويت لتنويع مصادر إنتاج الطاقة، عبر دمج التقنيات الحديثة في الإنتاج وتحسين كفاءة استهلاك الموارد، بما ينسجم مع إستراتيجيات الاستدامة وحماية البيئة، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتُنفَّذ الأعمال وفق نظام التصميم والتمويل والبناء والتشغيل والصيانة والتحويل، وهو نظام يتيح للدولة الاستفادة من إمكانات القطاع الخاص في التمويل والخبرة التشغيلية مع ضمان ملكية المشروع لاحقًا.

ويتجاور الموقع المتميز للمحطة مع الجزء الغربي من المرحلة الأولى، وبالقرب من البنية التحتية القائمة، يسهّل عمليات الربط مع الشبكات الكهربائية والمائية الوطنية، ويقلّل من تكاليف التشغيل.

ويمنح إشراك الشركات العالمية في المشروع لدولة الكويت فرصة لتبنّي أحدث الحلول التقنية، ما يرفع الكفاءة التشغيلية ويخفض من معدلات الأعطال ويطيل عمر الأصول.

ومن المقرر أن يكون المشروع جاهزًا للتشغيل في مواعيد مدروسة، بعد طرحه من قبل هيئة مشروعات الشراكة في سبتمبر/أيلول المقبل 2025، ما يعكس التزام الكويت بالجدول الزمني المعتمد.

مشروع الشقايا للطاقة المتجددة

بالتوازي مع محطة الزور، تواصل الكويت التقدم في مشروع الشقايا للطاقة المتجددة بمرحلتيه الأولى والثانية، بطاقة إنتاجية تصل إلى 1600 ميغاواط، بما يشكّل رافدًا إضافيًا لمنظومة الكهرباء الوطنية.

كما يجري العمل على مشروع محطة الخيران بقدرة 1800 ميغاواط، لتعزيز إنتاج الكهرباء وإضافة 33 مليون غالون يوميًا من المياه، ضمن خطة متكاملة لتوسيع القدرات الإنتاجية الوطنية.

ويهدف التكامل بين مشروعات الطاقة التقليدية والمتجددة إلى تحقيق توازن مثالي بين الاستدامة وتلبية الطلب، عبر توزيع مصادر الإنتاج وتطوير الشبكات بما يتلاءم مع احتياجات المستقبل.

وتسعى وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة لجذب استثمارات إقليمية وعالمية في هذه المشروعات، من خلال توفير بيئة قانونية وتنظيمية محفّزة، وضمان عوائد مُجزية للمستثمرين.

ويعزز هذا التوجه مكانة الكويت كمركز إقليمي لمشروعات الطاقة، مستفيدةً من موقعها الإستراتيجي وخبراتها المتراكمة في إدارة وتشغيل محطات الكهرباء والمياه.

وتسهم الاستفادة من الخبرات العالمية في خفض تكاليف التشغيل وتحسين الكفاءة، ما يدعم تحقيق الاستعمال الأمثل للموارد الطبيعية وتقليل الفاقد في الشبكات، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

ومن شأن هذه المشروعات، بعد اكتمالها، أن توفر لدولة الكويت قدرات إنتاجية مرنة، قادرة على استيعاب الزيادات السكانية والاقتصادية المتوقعة، مع الحفاظ على مستويات عالية من الاعتمادية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..