الاحد 10 اغسطس 2025 | 01:19 مساءً
تصدر الذهب المشهد الاقتصادي العالمي في الربع الثاني من عام 2025، مؤكدًا مكانته كـملاذ آمن ومخزن للقيمة في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية وتباطؤ النمو الاقتصادي.
وحقق المعدن النفيس أرقامًا قياسية في الأسعار والطلب العالمي، وسط سباق محموم بين الدول لتعزيز احتياطياتها الرسمية من الذهب، في خطوة تعكس أهميته الاستراتيجية لحماية الاقتصاد واستقرار العملات الوطنية.
طلب عالمي قوي وأسعار تاريخية
شهد الربع الثاني من 2025 ارتفاعًا ملحوظًا في الطلب العالمي على الذهب، حيث بلغ إجمالي الطلب — شاملاً الاستثمارات خارج البورصة — نحو 1249 طنًا، بنسبة زيادة قدرها 3% على أساس سنوي.
في المقابل، قفزت القيمة الإجمالية للطلب إلى 132 مليار دولار، بنمو سنوي بلغ 45%، مدفوعًا بارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية.
متوسط سعر الأوقية: 3280.35 دولار
ذروة السعر المسجّلة في يونيو: 3287.45 دولار
النمو السنوي في السعر: 40%
النمو ربع السنوي: 15%
جاء هذا الأداء مدعومًا بتدفقات استثمارية قوية إلى الصناديق العالمية المدعومة بالذهب، مع عودة المستثمرين إلى الأصول الآمنة بفعل الضبابية الاقتصادية والسياسية المتزايدة.
الولايات المتحدة تتصدر الدول المالكة للذهب
تصدرت الولايات المتحدة قائمة الدول صاحبة أكبر احتياطي رسمي من الذهب، بواقع 8133.46 طنًا، وهو ما يمثل 77.85% من احتياطاتها الأجنبية.
وجاءت ألمانيا في المرتبة الثانية بـ 3350.25 طنًا، تليها إيطاليا بـ 2451.84 طنًا، ثم فرنسا بـ 2437 طنًا.
أما الصين، فاحتلت المرتبة الخامسة عالميًا باحتياطي يبلغ 2298.53 طنًا، لكنه يمثل نسبة متواضعة (6.7%) من احتياطياتها الأجنبية الهائلة.
وضمت المراتب العشر الأولى أيضًا:
الهند: 879.98 طن
اليابان: 845.97 طن
تركيا: 634.76 طن (بزيادة ملحوظة خلال السنوات الأخيرة)
الدول العربية والذهب: تفاوت في السياسات والاحتياطيات
على الصعيد العربي، جاءت الجزائر في الصدارة باحتياطي قدره 173.56 طنًا، يمثل نحو 23% من إجمالي احتياطياتها الأجنبية.
تلتها ليبيا بـ 146.65 طنًا (15.54%)، ثم مصر بـ 128.54 طنًا.
وجاءت قطر في المركز الرابع عربيًا باحتياطي قدره 116.12 طنًا (22.28%)، بينما برزت الأردن بنسبة احتياطي ذهب عالية وصلت إلى 33.6%، بما يعادل 72.83 طنًا، متقدمة على المغرب الذي سجّل 22.12 طنًا.
هذا التباين يعكس اختلاف استراتيجيات إدارة الاحتياطي النقدي بين الدول العربية، حيث يوازن بعضها بين الذهب والعملات الأجنبية، فيما تسعى دول أخرى إلى رفع حصة الذهب كوسيلة للتحوط ضد الأزمات الاقتصادية.
البنوك المركزية تدفع الطلب رغم التباطؤ
رغم تباطؤ وتيرة الشراء، واصلت البنوك المركزية حول العالم دعمها للطلب على الذهب، بإضافة 166 طنًا جديدة إلى احتياطياتها خلال الربع الثاني من 2025.
ويُتوقع أن يستمر هذا الزخم، لا سيما من الأسواق الناشئة التي ترى في الذهب أداة استراتيجية لتعزيز الاستقرار النقدي في أوقات التقلبات العالمية.
الأصل الإستراتيجي العابر للأزمات
منذ قرون، ظل الذهب يمثل رمزًا للثروة ومأوى آمنًا في أوقات الحروب والأزمات الاقتصادية، واليوم، مع الارتفاعات التاريخية في الأسعار خلال 2025، تؤكد البنوك المركزية أهميته المتزايدة كجزء من أدوات السياسة النقدية.
سواء في الاقتصادات المتقدمة أو النامية، يُعد الذهب أصلًا ذا طبيعة خاصة: لا يتآكل، لا يرتبط بديون، ويحافظ على قيمته في وجه تقلبات العملات والتضخم.
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
