
بوابة العرب
السبت 09/أغسطس/2025 - 09:05 م

يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا طارئًا بشأن غزة، اليوم السبت، عقب إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلي عن خطتها للسيطرة على قطاع غزة بالكامل، وفقًا لما ذكرته عدة مصادر دبلوماسية لوكالة فرانس برس، وجاء الاجتماع بناءً على طلب المملكة المتحدة.
ودعت عدة دول، من بين الدول الخمس عشرة الأعضاء في مجلس الأمن، إلى عقد هذا الاجتماع الطارئ، وهو ما رحبت به البعثة الفلسطينية في الأمم المتحدة.
قبل ذلك بوقت قصير، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إسرائيل، عبر متحدث باسمه، من "تصعيد خطير" "قد يفاقم العواقب الكارثية أصلاً على ملايين الفلسطينيين، وقد يؤدي إلى مزيد من التهجير القسري والقتل والدمار الشامل، مما يفاقم معاناة الشعب الفلسطيني في غزة التي لا تُوصف".
وأعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن نيته شن حرب احتلال شاملة، وقد ناقش مجلس الوزراء الأمني المصغر (الكابينت) يوم الخميس تنفيذ هذه الخطة، ويستهدف هذا القرار ربع الأراضي التي لا تخضع لسيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد، بدءًا من مدينة غزة، وأثار هذا القرار موجة من السخط العالمي.
على جانب آخر واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تحضيراته اللوجيستية لاحتلال غزة، وذكرت القناة ١٢ الإسرائيلية أنه تم استدعاء نحو ٢٥٠ ألف جندي لتنفيذ الخطة.
وبحسب مصادر هيئة البث الإسرائيلية، ستقوم الخطة على تطويق مدينة غزة وإجلاء نحو مليون شخص إلى مناطق جديدة ستُنشأ داخل القطاع، مع إقامة ١٢ نقطة إضافية لتوزيع الطعام، إلا أن هيئة البث أفادت بأن جهاز الأمن الإسرائيلي حذر من احتمال تكرار سيناريو الفلوجة والموصل في غزة، في إشارة إلى حرب شوارع مع مقاتلي حماس. أما رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، الذي عارض خطة نتنياهو، فقال إن الجيش سينفذ خطة احتلال غزة بالكامل "بأفضل شكل"، وأوضح أيضا أن الجيش سيتعامل مع الخطة الجديدة، ويعمّق التخطيط والاستعداد لها على أعلى مستوى، مؤكداً أن تطور المعركة بغزة سيشهد جهوداً للحفاظ على حياة المختطفين.
فى سياق متصل، قال مسئول أمني إسرائيلي مطلع لوكالة فرانس برس إن العملية ستكون "تدريجية"، وأضاف المسئول أنه لم يتم بعد تحديد موعد لبدء العملية البرية الكبيرة.
وحتى قبل صدور قرارات مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، حذّرت حركة حماس من أن أي تصعيد لن يكون سهلا على الاحتلال الإسرائيلي، وقالت الحركة يوم الجمعة إن السيطرة على مدينة غزة "ستكلف إسرائيل غالياً"
بحسب الخطة التي أقرها مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، فإن الجيش "يستعد للسيطرة على مدينة غزة"، وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس إن الجيش "يستعد بالفعل للتنفيذ الكامل للقرارات". وبحسب إذاعة "كان" الإسرائيلية العامة، فإن الخطة تستهدف "الاستيلاء على مدينة غزة، التي سيتم إجلاء سكانها خلال الشهرين المقبلين" إلى مخيمات اللاجئين. "ثم ستحاصر القوات المدينة وتعمل داخلها".
من ناحية أخرى قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في مقابلة مع برنامج "وورلد أوفر" إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتحمل جزءًا من مسئولية فشل المفاوضات بين إسرائيل وحماس للتوصل إلى وقف إطلاق النار، وأضاف: "انهارت المحادثات مع حماس يوم اتخذ ماكرون قراره الأحادي بالاعتراف بدولة فلسطين"
ويرى ماركو روبيو أن هذا الإعلان، الذي دفع دولا أخرى إلى الإعلان عن أنها ستعترف بدولة فلسطين إذا لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل سبتمبر، دفع حماس أيضاً إلى رفض الاتفاق.
وأضاف ماركو روبيو أنه من خلال عدم التوصل إلى وقف إطلاق النار، يمكن لحماس أن "تحصل على المكافأة وتعلن النصر"، وخلص إلى القول: "هذه الرسائل التي ترسلها البلدان التي تريد الاعتراف بفلسطين، على الرغم من رمزيتها إلى حد كبير في روحها، إلا أنها في الواقع جعلت من الصعب الحصول على السلام وإبرام اتفاق مع حماس".