أخبار عاجلة

رموز خالدة (1) سهير القلماوي التلميذة النجيبة لعميد الأدب العربي وأول فتاة تلتحق بجامعة القاهرة أول امرأة عربية تحصل على الدكتوراه

رموز خالدة (1) سهير القلماوي التلميذة النجيبة لعميد الأدب العربي وأول فتاة تلتحق بجامعة القاهرة أول امرأة عربية تحصل على الدكتوراه
رموز خالدة (1) سهير القلماوي التلميذة النجيبة لعميد الأدب العربي وأول فتاة تلتحق بجامعة القاهرة أول امرأة عربية تحصل على الدكتوراه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في مشهد ربما لن يتكرر في مقر الاتحاد النسائي المصري في الاحتفال بأولى الخريجات، وبالتحديد في شهر فبراير عام 1932 ووسط حضور كوكبة كبيرة في احتفالية كبرى تحتفي بأول طيارة مصرية، وكان في مقدمة الحضور الأمير محمد باشا، والدكتور بهي الدين بركات باشا، وأحمد شفيق باشا، ومحمد علي علوبة باشا.

وقد تصدر المنصة الدكتور طه حسين والسيدة قرينته والآنسة نعيمة الأيوبي، وخريجات كلية الآداب: ومنهم الآنسة سهير القلماوي، والآنسة فاطمة فهمي خليل، والآنسة زهيرة عبد العزيز، والآنسة فاطمة سالم، وباقى عضوات الجمعية والاتحاد النسائي ليقوم محمد علي علوبة باشا بتقديم الآنسة نعيمة الأيوبي، ويقوم الدكتور طه حسين بتقديم خريجات كلية الآداب.

لتجد "القلماوي" نفسها وهي بداية حياتها العملية بكل تلك الحفاوة فهي أولى الخريجات وأحد أهم تلامذة العميد، وهي لا تزال في سن الزهور، لتبدأ منذ هذا التاريخ رحلة مع التميز الأكاديمي والثقافي.

الحصول على الدكتوراه

ولدت سهير القلماوي في 20 يوليو عام 1911، في قلب القاهرة، كانت نشأتها وسط النقاشات الفكرية والثقافية لها الأثر البالغ في تكوينها الثقافي والإنساني والأكاديمي، كان شغفها بالقراءة والبحث هو الذي قادها لتكون أول امرأة عربية تحصل على درجة الدكتوراه في الآداب من جامعة القاهرة، حيث كانت دراستها تتناول الأدب العربي الكلاسيكي، مقدمةً تحليلاتٍ بارعة ومبتكرة للنصوص الأدبية.

من الطب إلى الآداب 

عند الحديث عن إسهامات سهير القلماوي العلمية، يجب أن نقف عند أهم محطاتها، وهي دورها البارز في جامعة القاهرة. في زمن كانت فيه الأبواب مغلقة أمام الكثير من النساء، استطاعت أن تفتح لنفسها طريقًا في مجال التعليم الأكاديمي، ليس فقط لتكون أستاذةً في الأدب العربي، بل لتصبح أيضًا من أوائل النساء اللواتي تولين مناصب قيادية داخل الجامعة، ففي عام 1928، تخرجت من الكلية الأمريكية للفتيات وكانت تُعد نفسها لدراسة الطب كوالدها، لكنه شجعها على التخصص في الأدب العربي عوضًا عن ذلك، وأصبحت أول فتاة شابة ترتاد جامعة القاهرة وأول امرأة بين أربعين رجل تدرس الأدب العربي، درست مع أستاذها الدكتور طه حسين الذي كان رئيس قسم اللغة العربية، وقام "حسين" بجعل القلماوي مساعدة رئيس التحرير، وبعدما حصلت على الماجستير في الآداب، ثم  حصلت على منحة في باريس  لشهادة الدكتوراه عام 1941، لتصبح أول امرأة تحصل على الدكتوراه من جامعة القاهرة.

تمتعت "القلماوي"، برؤيتها الثاقبة وشجاعتها الفكرية، فلم تكن مجرد باحثة أو كاتبة، بل كانت مدرسةً في الفكر الحر، ورمزًا للمثابرة والتفاني، والنضال الوطني أيضًا، وعملت  كرئيسة للاتحاد النسائي المصري، وفي عام 1959 أصبحت رئيسة رابطة خريجات جامعة المرأة العربية حيث أسست التعاون بين الاتحاد المصري والاتحاد العالمي للجامعات، فقد ساهمت "القلماوي" في النضال لأجل حقوق المرأة ليس فقط عبر عملها الأدبي وإنما بانخراطها في العمل السياسي، كما شاركت في مؤتمرات المرأة العربية، ونادت بالمساواة بين الرجل والمرأة. وفي عام 1960، ترأست المؤتمر الدولي للمرأة؛ كما كانت مهتمة بالقضية الفلسطينية  وقامت  بتشكيل لجنة للإشراف على جامعة الفتيات.

عالم السياسة والبرلمان

بدأ عملها السياسي عندما دخلت مجال السياسة كعضوة بالبرلمان عام 1958 ومجددًا في 1979 حتى 1984. كانت أيضًا رئيسة الإدارة التابعة للهيئة المصرية للنشر والتوزيع حيث عملت على توسيع نطاق القراء وتشجيع الكتاب الشباب والنهوض بصناعة الكتب، وفي عام 1967، أسست أول معرض كتاب في الشرق الأوسط، وهو معرض القاهرة الدولي للكتاب. وخلال سنوات عمرها الأخيرة، عملت كرئيسة الهيئة العامة للكتاب من 1967 إلى 1971 وكرئيسة هيئة الرقابة من 1982 إلى 1985.

وسهير القلماوي، برؤيتها الثاقبة وشجاعتها الفكرية، لم تكن مجرد باحثة أو كاتبة، بل كانت مدرسةً في الفكر الحر، ورمزًا للمثابرة والتفاني. لقد علمتنا أن نؤمن بقوة الكلمة وأثرها في تغيير المجتمعات، وأن نستلهم من تراثنا الثقافي العريق القوة لنمضي نحو المستقبل إنها بلا شك، واحدة من عمالقة الفكر والثقافة في العالم العربي، وتراثها سيظل حيًا في قلوبنا وعقولنا، يذكرنا دائمًا بأن السعي للمعرفة هو أعظم رحلة يمكن للإنسان أن يقوم بها.

أحاديث جدتي وألف ليلة وليلة

تعتبر "القلماوي" أول الباحثين في مجال التراث والموروث الثقافي الشعبي، إذ بدأت رحلتها في على التراث عبر حكايات جدتها التي كانت تحكيها لها، ولتؤكد على أن المرأة هي درع الأمان وحافظة للتراث، فقد علمتنا كيف نؤمن بقوة الكلمة وأثرها في تغير المجتمعات، وكيف نستلهم من تراثنا الثقافي العريق لنشق به أبواب المستقبل. 

تقول القلماوي في حكايات جدتي في قصة "خديعة هكس": "كنت أعرف أن الحديث عن مصر يؤلم جدتي تلك العجوز التي عاشت عمرها وهي تغذي مصر بأبنائها وزوجها وبقلبها، لم يعمل واحد من أبنائها إلا في الجيش المصري، ولم يمت زوجها إلا في خدمة الجيش المصري، بل في ميدان الخرب من أجل مصر، وفي سبيلها، لقد علقت هذه العجوز ماضيها وحاضرها ومستقبلها، إن كان لا يزال لها مستقبل بمصر وبآمال مصر، وكذلك أبنائها كلهم لم يعرفوا ميدانًا للعمل إلا جيش مصر، أحاديثها مع زوجها، وأحاديثها مع أبنائها كلها كانت تدور حول مصر، وهاهي اليوم أحب ما تحدث به، إليهم وإلى حديثها عن مصر".

كتاب النقد الأدبي 

ولسهير القلماوي كتاب غاية في الأهمية وهو كتاب النقد الأدبي وهو عبارة عن مجموعة من المحاضرات التي قدمتها القلماوي في النقد الأدبي مارة بالنص الأدبي والناقد والمواصفات التي يجب أن يتحلي بها الناقد وكيف يقوم بعملية النقد من خلال رؤية معمقة وأيضا أنواع النصوص الأدبية وكيفيها تحليلها من خلال الرؤية الحديثة وتقول القلماوي عن النص الأدبي:"إن النص الأدبي، كما يقول ناقد حديث، كالبلد العجيب الذي نود زيارته يسرنا أن نسمع عنه الأخبار، وأن نعرف عنه المعلومات ولكنه مما يفسد علينا التجربة أو المتعة بزيارته أن تتلقى في شأنه أحكامًا"، والناقد كالدليل لهذا البلد العجيب، من مهمته أن يدل وأن يشير وأن يرينا ما يجب أن نرى، ولكنه يجب أن يكون حذرًا كل الحذر في إصدار الأحكام، فلعل أكثر ما يفسد علينا متعة التأثر الحر بالنص الأدبي أن نتلقى في شأنه أحكامًا قبل أن نواجهه، إن لذة المشاركة في إصدار الحكم لا تعد لذة، والقارئ يجب أن يتمتع بلذة المشاركة في إصدارة الحكم. 

ولكن كما يقول "إليوت" لابد للنقد من أن يضع لما الموازين ويصحح لنا الأحكام، ولابد له كل مائة عام أو نحوها من أن يراجع هذه الأحكام القديمة ليصوغها في ضوء التغيرات التي طرأت على الإنسانية صياغة جديدة أو يعد لها تعديلًا شاملًا إذ لزم الأمر".

ورغم مرور الزمن، تظل الدكتورة سهير القلماوى، التى رحلت عن عالمنا فى 4 مايو 1997، علامة أدبية وسياسية بارزة فى التاريخ المصرى.

356.jpeg
حديث عن نهضة الفتاة المصرية مع الآنسة سهير القلماوى، نوفمبر 1923
355.webp
سهير القلماوى مع الرئيس عبدالناصر
357.jpg
سهير القلماوى

 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق خبير يوضح أهمية البيان المصري - السوداني بشأن سد النهضة
التالى وزير الثقافة يشهد ختام فعاليات مؤتمر “نحو سياسة وطنية لتطوير المسرح المدرسي”