أثار إقرار المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر، أمس الخميس – الجمعة، خطةً طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للسيطرة على مدينة غزة في شمال القطاع المحاصر، موجة واسعة من الإدانات العربية والدولية، وسط تحذيرات من تداعيات إنسانية كارثية.
ووفق بيان صادر عن مكتب نتنياهو، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي "يستعدّ للسيطرة على مدينة غزة مع توزيع مساعدات إنسانية على المدنيين خارج مناطق القتال"، في وقت يواجه فيه القطاع دمارًا واسعًا وأزمة إنسانية خانقة بعد 22 شهرًا من الحرب.
الأردن
أدان الأردن بأشد العبارات الخطة الإسرائيلية، واعتبرها استمرارًا لخرق القانون الدولي وتقويضًا لحل الدولتين وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأردنية، السفير سفيان القضاة، إن هذه الخطة تمثل امتدادًا لسياسة "الحصار والتجويع" التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية، فضلًا عن استهداف المستشفيات والمدارس والأعيان المدنية في انتهاك واضح لاتفاقيات جنيف.
فلسطين
رفضت الرئاسة الفلسطينية ما أقره "الكابينت"، واعتبرته "جريمة مكتملة الأركان" تهدف لإعادة احتلال غزة وتهجير نحو مليون فلسطيني من شمال القطاع إلى جنوبه، محذّرة من أن ذلك سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وأكدت الرئاسة أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بسياسة الإملاءات أو فرض الوقائع بالقوة، وأنه متمسك بحقوقه الوطنية وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير.
من جانبها، وصفت حركة حماس الخطة بأنها "جريمة حرب" واستمرار لسياسات "الإبادة والتطهير العرقي".
بريطانيا
وصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الخطة الإسرائيلية بأنها "خطأ" ودعا تل أبيب لإعادة النظر فورًا، محذرًا من أنها ستؤدي إلى مزيد من الدماء بدل المساعدة في إنهاء النزاع أو تحرير المحتجزين.
وشدد على ضرورة وقف إطلاق النار وزيادة المساعدات والعمل على حل الدولتين، فيما عبّرت وزارة الطاقة البريطانية عن أملها في تراجع إسرائيل عن القرار.
أستراليا
حضّت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وانج إسرائيل على "عدم السير في هذا الطريق" الذي سيزيد تفاقم الكارثة الإنسانية، مؤكدة أن التهجير القسري الدائم يمثل انتهاكًا للقانون الدولي.
هولندا
وصف وزير الخارجية الهولندي كاسبر فيلدكامب الخطة بأنها "خطوة خاطئة" لا تساهم في تحسين الوضع الإنساني أو عودة الرهائن.
تركيا
دعت وزارة الخارجية التركية المجتمع الدولي للتحرك العاجل لوقف الخطة، واعتبرتها محاولة لتهجير الفلسطينيين قسرًا وضربة قاسية للسلام والأمن الإقليمي.
الصين
أعربت الصين عن "قلق بالغ" ودعت إسرائيل لوقف "تحركاتها الخطيرة"، مؤكدة أن غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية.
الأمم المتحدة
طالب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، بالوقف الفوري للخطة الإسرائيلية، معتبرًا أنها تتعارض مع قرارات محكمة العدل الدولية ومع حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.
روسيا
قال نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، إن الخطة "خطوة في الاتجاه الخاطئ" وتنتهك جميع قرارات الأمم المتحدة، مؤكدًا أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار.
بهذا، وجدت إسرائيل نفسها أمام جبهة رفض واسعة النطاق، حيث اتفقت مواقف عربية وغربية وأممية على أن المضي في هذه الخطة سيؤدي إلى تصعيد غير مسبوق في الأزمة الإنسانية بغزة، ويقوض فرص الوصول إلى حل سياسي دائم.
