فقدت الساحة الفنية صباح اليوم الجمعة، الفنان سيد صادق، بعد رحلة طويلة مع المرض، لتفقد الساحة الفنية واحدًا من أبرز الممثلين الذين ساهموا في إثراء الدراما والسينما بأدوارهم المؤثرة، رغم أنها لم تكن أدوار بطولة، لكنها حفرت اسمه في وجدان الجمهور بملامحه المميزة وأدائه الصادق.
موهبة فطرية أهلته ليكون أحد أكثر الوجوه حضورًا
وفي الثامن عشر من يونيو عام 1945، ولد الفنان سيد صادق بمحافظة القاهرة، وبدأت رحلته مع الفن في مطلع السبعينيات، حيث التحق بالوسط الفني بخطى ثابتة، مستندًا إلى موهبة فطرية أهلته ليكون أحد أكثر الوجوه حضورًا في الأعمال المصرية، لم يبحث عن البطولة المطلقة، بل آمن بأن "الممثل الجيد يعرف من بصمته لا من ترتيب اسمه"، وهو ما التزم به طوال مشواره.
ملامح جادة وصوت حازم
تميز سيد صادق بأداء أدوار المعلم، والتاجر، ورجل الأعمال، واللص، وغيرها من الأدوار مستندًا إلى ملامحه الجادة وصوته الحازم، ما جعله خيارًا دائمًا لدى كبار المخرجين لأدوار تحتاج إلى ثقل وتمكن دون ضجيج، ومن أبرز أعماله السينمائية: هنا القاهرة، الإمبراطور، سعد اليتيم، خلي بالك من عقلك، الحكم آخر الجلسة، منزل العائلة المسمومة، امرأة في السجن، الجوع، أجراس الخطر، ضربة معلم، الوحل، ليلة القبض على بكيزة وزغلول، المعلمة سماح، الفتي الشرير، وغيرها من الأفلام، حيث لعب أدوارًا مساندة محورية أسهمت بشكل كبير في تطور الأحداث الدرامية.
حضور ثابت
أما في الدراما التلفزيونية، فكان للفنان سيد صادق حضور ثابت في أعمال شكلت وجدان المشاهد المصري والعربي، من بينها: فرقة ناجي عطالله، يتربى في عزو، الرحلة، النصف الآخر، ليالي الحلمية، يوميات ونيس، زمن الأقوياء، أرض النعام، لن أعيش في جلباب أبي، ساكن قصادي، جمهورية زفتي، السيرة الهلالية ج1، امرأة من زمن الحب، شباب رايق جدا، الرجل الآخر، ملك روحي، العطار والسبع بنات، وغيرها من المسلسلات، إلى جانب أعمال أخرى متعددة في المسرح والإذاعة.
مثال للفنان الملتزم
رغم قلة ظهور سيد صادق الإعلامي، فقد عرف بين زملائه بتواضعه الشديد ودماثة خلقه، وكان مثالًا للفنان الملتزم الذي يحترم جمهوره ويحافظ على صورة الفنان دون مبالغة أو افتعال.
ونعت نقابة المهن التمثيلية الفنان الراحل في بيان رسمي، مشيدة بمسيرته الطويلة، ومؤكدة أنه كان مثالًا للفنان الحقيقي الذي يعمل بصمت ويترك أثرًا لا يُمحى.
تشيع جنازة الفنان سيد صادق ظهر اليوم عقب صلاة الجمعة من مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد، بحضور عدد كبير من الفنانين وزملاء مشواره ومحبيه، فيما عمّ الحزن منصات التواصل الاجتماعي فور إعلان وفاته، حيث عبّر كثير من الفنانين عن حزنهم برحيل "أحد أعمدة الأدوار الثانية المخلصة"، كما وصفه البعض.
برحيل سيد صادق، تفقد الدراما المصرية واحدًا من وجوهها الأصيلة التي أثرت في أجيال، وخلدت عبر أعماله دروسًا في الأداء الفني الملتزم والتنوع الهادئ.
