أكد الدكتور وليد هندي، استشاري الطب النفسي أن ما يحدث على مواقع التواصل الاجتماعي له آثار نفسية واسعة على الأطفال مشيرا إلى أن على أولياء الأمور الانتباه بشدة لما يتعرض إليه الأبناء عبر الانترنت.
وقال هندي في مداخلة مع برنامج "حوار الخميس" المذاع على قناة "الحدث اليوم": "ما يحدث على مواقع التواصل الاجتماعي له آثار نفسية واسعة على الأطفال، الذين بات لديهم هوس بالشهرة، وحلم بالثراء السريع، ورغبة في تأكيد الذات كل هذا موجود بالفعل، لكن الأهم أن هؤلاء الأطفال هم في الأصل نتاج تنشئة اجتماعية تفتقر العاطفة، وتعاني من فراغ روحي ونفسي، ومن غياب الشعور بالأمان داخل أسر مضطربة".
وأضاف: "هذه الأسر في الأصل تدفع أبناءها دفعًا نحو الهروب إلى حياة مزيفة، كبديل للواقع الأليم الذي يعيشونه وبالتالي، يلجأون إلى التعلق باليوتيوبرز".
وتابع: "دائمًا ما أقول إن غياب التربية الصحيحة، وغرس القيم، وتهذيب النفوس من قبل الوالدين، يجعل أبناءنا مادة خصبة للانقياد بسهولة نحو ما يحدث على السوشيال ميديا، وخاصة من قبل اليوتيوبرز".
وواصل: "للأسف الشديد، من أخطر ما يحدث – بل أخطر من غسيل الأموال المنتشر على السوشيال ميديا – هو غسيل الأخلاق، وانعدامها، وهدم منظومة القيم يتم زرع أفكار سامة، سرطانية، في نفوس أولادنا، تؤدي إلى تشوش ذهني لديهم تجاه المستقبل، وتُضعف ثقتهم في النماذج الناجحة في مجالات مثل الرياضة أو ريادة الأعمال".
وأكمل: "الإعلام، حين كان يستضيف بعض اليوتيوبرز، كان يفعل ذلك فقط لأن لديهم جمهورًا ومشاهدات، أي أن الدوافع كانت نفسية واقتصادية، ولم تكن الاستضافة من فراغ".
وأوضح: "أنا أرى أن الناس – بعض الناس ممن لديهم اضطراب ذهني – باتوا يبحثون عن السعادة الرخيصة، من خلال الضحك أو الإثارة، عبر متابعة أشخاص لا يقدمون أي محتوى حقيقي هؤلاء المتابعون، بتصرفاتهم، هم من أعطوا لهؤلاء "اليوتيوبرز" قيمة، وسعرًا، وأجبروا بعض القنوات على السعي خلفهم".
وذكر: "لا شك، وإن كنت أعني هذا تحديدًا، أن الغالبية العظمى من القنوات المصرية كان لديها احترام مهني، وكانت ترفض استضافة هؤلاء الأشخاص مهما كانت الضغوط. لكننا نتفق الآن أن الإعلام الموازي الموجود على السوشيال ميديا أصبح واقعًا لا يمكن تجاهله، ولا يمكن إنكار تأثيره".
وواصل: "بعدما أصبح الهاتف المحمول في أيدي الجميع، بات من الضروري أن يكون الناس على قدر من المسؤولية، وأن يعرفوا كيف يتعاملون مع المحتوى غير المرغوب فيه، الذي يدخل إلى بيوتنا من خلال هؤلاء الراقصين القبيحين الذين يهدمون قيمنا، ويزعزعون ثوابتنا، ويخلخلون مجتمعنا".
واختتم: "علينا أن نكون آباء وأمهات بحق، نحمي أبنائنا ونتحدث معهم، ونحصنهم فكريًا ضد كل ما يواجههم من مواقف، ومن محتوى غير مرغوب فيه يرونه يوميًا".