أكد اللواء خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، أن مصر لم تتوقف عن تقديم الدعم الإنساني لقطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، موضحًا أن ما قامت به الدولة ليس مجرد استجابة آنية، بل هو دور مستمر ومتواصل عبر قوافل ومساعدات إنسانية، يجري تنفيذها بصورة متكاملة.
وأضاف اللواء مجاور أن المشهد الذي جرى تنظيمه مؤخرًا يعكس جزءًا من هذا الدور، لكنه شدد على أن مصر ليست بحاجة للحديث عن نفسها، فجهودها مقدّرة على المستوى الدولي، وتحظى باحترام من الولايات المتحدة والدول الكبرى.
وأشار إلى أن ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي لا يعكس دائمًا الواقع، قائلًا: "المواطن العادي لا يعرف الحقيقة من التضليل، لكن من يرى بعينه الشاحنات وهي تدخل وتخرج وتفرغ حمولتها، ومن يشاهد شباب الهلال الأحمر والجمعيات والتحالف الوطني يعملون في درجات حرارة مرتفعة وكأنهم جنود على الحدود، سيدرك حجم ما تقوم به مصر سياسيًا وعمليًا واقتصاديًا لدعم القضية الفلسطينية".
وأوضح المحافظ أن دخول المساعدات إلى غزة في البداية كان يتم بناء على اتفاق بين حماس وإسرائيل، برعاية مصر وقطر والولايات المتحدة، وكانت المباحثات تُعقد بالتناوب بين القاهرة والدوحة. وأضاف أن إسرائيل استأنفت عدوانها لاحقًا على القطاع، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، حتى وصلت إلى "مرحلة المجاعة"، بحسب تعبيره.
وتابع مجاور: "عندما يموت الناس جوعًا، لا يكون أمامهم سوى ثلاثة خيارات قاسية: التوجه نحو إسرائيل وتلقي وابل من النيران، أو الهروب إلى البحر، أو القدوم إلى مصر، وهذا خيار غير مطروح لأنه خط أحمر كما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي".
وأكد المحافظ أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي، مشددًا على أن "مصر لها ثقل وحنكة سياسية وكلمة مسموعة ومحترمة في العالم كله"، مشيرًا إلى أنها القاسم المشترك في أي قضية أمنية تخص المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
واختتم اللواء مجاور حديثه بالإشارة إلى أن دخول المساعدات يتم بتنسيق سياسي وجهود دبلوماسية مصرية، وفي إطار اتفاقات رسمية موقعة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، مؤكدًا أن السلطة التنفيذية تلقت توجيهات من القيادة السياسية ببدء دخول المساعدات وفق أولويات محددة، منها زيادة كميات الأغذية الأساسية مثل الدقيق ولبن الأطفال. وأوضح أن دخول الشاحنات بدأ بالفعل عبر معبر كرم أبو سالم، ومصر مستمرة في الضغط لزيادة أعدادها خلال المرحلة المقبلة.
