أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن القرآن الكريم تناول قصة أصحاب الكهف بأسلوب إعجازي دقيق، حيث أبقى عددهم موضع اجتهاد، لكنه في المقابل حسم تمامًا مدة مكوثهم داخل الكهف.
نص قرآني يفتح باب الاجتهاد في العدد
وأوضح "الجندي" خلال حلقة خاصة من برنامج "لعلهم يفقهون" على قناة dmc بعنوان "حوار الأجيال"، مساء الأربعاء، أن الله تعالى أشار إلى اختلاف الآراء حول عدد أصحاب الكهف دون حسم قاطع.
واستشهد بالآية الكريمة: "سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم، ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجمًا بالغيب، ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم، قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل..."
وأشار إلى أن النص القرآني يقر بوجود من يعلم عددهم، لكن دون كشف مباشر، مما يدل على فتح المجال للتفكر والاجتهاد دون التوقف عند التفاصيل غير الجوهرية.
المعجزة الحقيقية في طول المكوث
على الجانب الآخر، أكد الجندي أن القرآن أنهى أي جدل فيما يتعلق بزمن بقائهم في الكهف بقوله: "ولبثوا في كهفهم ثلاث مئة سنين وازدادوا تسعًا"؛ ما يعكس – على حد تعبيره – كونية القرآن ودقته حين يريد أن يرسخ حقيقة معينة.
الرسالة الأعمق من القصة
ونوّه الجندي بأن العبرة في القصة لا تكمن في العدد، بل في المعجزة الزمنية التي تجسدت في مكث أصحاب الكهف لقرون داخل مغارتهم، معتبرًا أن الجدال في العدد لا يحمل فائدة حقيقية.
وختم بالإشارة إلى أن القرآن الكريم يوجّه الإنسان للتركيز على ما ينفعه، مستشهدًا بقوله تعالى: "فلا تمار فيهم إلا مراءً ظاهرًا ولا تستفت فيهم منهم أحدًا"، وهو توجيه رباني بترك ما لا طائل منه من، النقاشات.